رئيس التحرير
عصام كامل

يعقوب المقاري والأنبا كاراس.. 3 خيارات أمام الكنيسة لمعالجة الأزمة

يعقوب المقاري
يعقوب المقاري

الراهب المشلوح يعقوب المقاري، اسم برز مؤخرا، بعد أن أصدرت الكنيسة قرارا بتجريده، ورد هو معلنا انفصاله عن البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بزعم أن طريقة الإدارة لا تروق له.


المقاري أثار جدلا كبيرا، خاصة أنها المرة الأولى التي يتمرد فيها راهب بهذا الشكل على الكنيسة، رغم أنه شدد على أنه لم ينفصل عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بل البابا تواضروس، لعدم توافق إدارته مع فكر الراهب المشلوح.

وكانت الكنيسة القبطية أعلنت مؤخرا تجريد الراهب يعقوب المقاري، لمخالفته الفكر الرهباني، وإخلاله بالقواعد المتبعة، خاصة أنه أنشأ ديرا باسم العذراء مريم والأنبا كاراس، دون علم الكنيسة، وجمع في سبيل ذلك ملايين الجنيهات، في استقلال تام عن الكنيسة إداريا.

وخرج المشلوح معلنا استعداده للتنازل عن الدير، للكنيسة القبطية، شرط أن يستكمل كدير، وليس أن تستغل الأرض لأغراض أخرى.

واستنكر في فيديو مسجل من داخل الدير، أن يصل الأمر مع الكنيسة إلى مساومته الكهنوت مقابل التنازل عن الأرض لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.

وأوضح أن الكنيسة اتهمته بتزوير الخطاب المنتشر الخاص بإنشاء دير العذراء مريم والأنبا كراس بوادي النطرون، والموقع من البابا الراحل شنودة الثالث.

وأكد المجرد يعقوب المقاري استعداده التنازل عن الدير مقابل استكمال الكنيسة إجراءات بنائه ديرا، وليس تحويله إلى منتجع سياحي، أو لأي أغراض أخرى، مشيرا إلى أن الأرض ليست باسمه.

وكشف يعقوب المقاري، أن الكنيسة تريد الحصول على أرض الدير، وأن يترك هو الدير ويرحل، دون شروط أو اتفاق بينهما.

من جانبه رد القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في تصريح لـ"فيتو" قائلا: "الكنيسة لا تساوم أحدا وليس من طبيعتها هذه الأساليب، إنما الكنيسة ذكرته بمبادئ الرهبنة التي قبلها بمحض إرادته عند دخوله الدير، وكذلك الشروط اللازمة لإنشاء دير جديد، كما طالبته أن يخضع لشروط الرهبنة التي قبلها باختياره ليس أكثر".

ونفى المتحدث باسم الكنيسة، ادعاء الراهب المشلوح، بشأن رغبة الكنيسة تحويل أرض دير الأنبا كاراس إلى منتجع سياحي، مشيرا إلى أن هذا الكلام عار تماما من الصحة.

فيما علق الأنبا دانيال، أسقف المعادي، وسكرتير المجمع المقدس، على واقعة انفصال الراهب يعقوب المقاري، عن البابا تواضروس، واستقلاله بالدير، قائلا: إن لجنة كنسية زارت الراهب على فترات لمدة 4 سنوات، وأنذرته أن البابا تواضروس قرر تجريده، لكنه لم يرتدع ورد على اللجنة، قائلا «البابا جردني قبل كده، وكتب في الكرازة، هيعمل إيه تاني».

الراهب المشلوح يعقوب المقاري، وضع الكنيسة في مأزق، خاصة أنه ما زال يرتدي الملابس الرهبانية، والمدير قائم وهو مشرف مالي وإداري على الدير الأزمة.

الكنيسة أمام خيارات ثلاثة هي أن تتبع طريقة النصح مع الراهب المشلوح حتى يسلم الدير، ويسجله باسم قداسة البابا تواضروس، أما الخيار الثاني فهو ترك الأمر للجهات المعنية في الدولة للتعامل مع الراهب، وهو بحسب الأنبا دانيال يحتاج إلى تنسيق مسبق بين الكنيسة والدولة.

الخيار الثالث أمام الكنيسة هو فرض مقاطعة على الدير من خلال تحذير الأقباط من زيارته أو التبرع له، وهو ما يفرض عزلة على الدير، وتعتبر وسيلة ضغط على الراهب المشلوح، لتسليم الدير لها.
الجريدة الرسمية