رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية خفير يهرب من الإعدام ليعود له مرة ثانية في مذبحة الشروق (صور)

فيتو

خفير يهرب من الإعدام ليعود له مرة ثانية في جريمة قتل زوجته وأبنائه الأربعة، 11 عاما مرت على جريمته الأولى لينفذ نفس الجريمة جريمته الثانية بأسرته.. الواقعة دارت أحداثها في مدينة الشروق عندما أقدم المتهم على ذبح زوجته وأبنائه حتى ألقى القبض عليه بسوهاج قبل الهروب خارج البلاد؛ لينهى الشك في زوجته بفصل رأسها عن جسدها.




حكاية القاتل
هرب كرم من بلدته بمركز أخميم بمحافظة سوهاج من أسرته بعد رسوبه في امتحانات الإعدادية خوفا من معاقبة والده له، توجه لمحطة سكة حديد سوهاج وجلس على رصيف المحطة يفكر إلى أين يذهب حتى يهرب من معاقبة والده له، ظل ينظر ما بحوزته من النقود إلى أين تقوده ولكنها لا تكفى مصاريف إطعام يوم واحد.. وبعد ساعات من التفكير قرر أن يسافر إلى القاهرة والبحث عن أي عمل ومأوى له.



محطة مصر
سأل ناظر المحطة عن ميعاد القطار المتجه إلى القاهرة (مصر)، أخبره ناظر المحطة أنه سوف يصل إلى المحطة خلال ساعة.. وعندما وصل القطار رصيف المحطة، شاهد بعض المواطنين جالسين فوق مسطح القطار، فصعد وجلس معهم حتى يهرب من دفع ثمن التذكرة التي لا يملكها، وبعد ساعات وصل القطار إلى محطة مصر، ونزل من أعلى القطار وهو ينظر إلى المواطنين حال خروجهم من القطار متجهين إلى ممر الخروج، ظل يفكر إلى أين أذهب ومن أين يبدأ ظل ماكثا في محطة مصر يومين يتنقل من قطار إلى آخر للنوم والبحث عن بقايا أكل.



الصدفة
أثناء تواجده بمحطة مصر تعرف على شاب يكبر عنه بسنتين وعرض عليه العمل معه في المعمار بمدينة السلام، وبالفعل ذهب معه، وظل معه أكثر من 6 أشهر ثم قرر أن يعاود مرة أخرى إلى أهله في الصعيد ومعه مبلغا من المال نظير فترة عمله، ليثبت لوالده أنه غير نافع في الدراسة وأنه يهوى العمل، وتمكن من إقناع والده وبعد أيام رجع إلى القاهرة للعمل في المعمار، لم يمر سنة في عمله في كار المعمار حتى تعلم مهنة البناء وأصبح (صنايعى بناء) وبدأ يتنقل في العمل من مكان إلى آخر ومن شركة إلى أخرى، ومع مرور الوقت أصبح مقاولا في إحدى الشركات من الباطن، وعمل سمسارا في الأراضى حتى أصبح معروفا بمحافظتى القاهرة والجيزة.



الضحية الأولى

وفى شهر سبتمبر سنة 2009 حدثت خلافات بينه وبين "خيرى محمد" مقاول، بسبب اختلاف حول بيع قطعة أرض، حتى تطورت الخلافات بينهما إلى مشاجرة ولكن الأهالي تمكنوا من فضها، ظل المتهم يفكر في خطة حتى يتمكن من التخلص من الضحية، وبعد تفكير عميق قرر أن يستدرج الضحية إلى شقتة ويقتله، وبالفعل اتصل بالضحية وأخبره أنه يريد التقابل معه على القهوة لإنهاء الخلافات بينهم وفتح صفحة جديدة، وبالفعل حضر المجنى عليه وتقابل مع المتهم وجلس على القهوة سويا، وبعد أن أحس أن المجنى عليه اطمأن له استدرجه إلى شقته بحجة تناول الأكل، وعند دخولهم الشقة أغلق المتهم الشقة ووجه للمجنى عليه عدد طعنات حتى سقط على الأرض جثة هامدة، ثم قام بتقطيع جثته إلى أشلاء حتى يتمكن من وضعها في حقائب بلاستيك، واستقل سيارة تاكسى وقام بإلقائها في القمامة، ثم عاود إلى الشقة لإخفاء معالم الجريمة، وبعد الانتهاء فر هاربا إلى بلدته بمحافظة سوهاج وتم ضبطه.



الهروب من السجن
تم التحقيق معه من قبل النيابة العامة حتى إحالته للمحاكمة العاجلة بتهمة القتل، وأثناء سير محاكمته وبالتحديد في 2011 تمكن المتهم من الهروب من السجن إبان ثورة 25 يناير، وتوجه إلى شرق القاهرة بالتحديد منطقة الشروق، حتى لا يعرفه أحد هناك، واشتغل بناء بمنطقة مدينتى، وبعد فترة تعرف على "منال ناجح" وتزوجها، وأنجب منها 4 أولاد حسين 8 سنوات، ومحمود 5 سنوات، ودعاء 4 سنوات، وحسانين عامين، بعد فترة ترك عمله في المعمار، وعمل خفيرا لدى (عربى) في مزرعته والفيلا الخاصة به، في مدينة هليوبوليس بدائرة قسم الشروق، وبعد فترة شك في سلوك زوجته، ومن هنا بدأت الخلافات بينهم، حتى قرر الانفصال عنها قبل الواقعة بـ3 أيام، ولكن تدخلت الأهالي وقاموا بالصلح بينهما، ولكن الشك ما زال بداخلة، وظل الشك يطارده من حين إلى آخر، حتى قرر قتل زوجته للتخلص من الشك الذي لم يكف عن مطاردته.


خطته الشيطانية
يوم السبت الماضى توجه «كرم م. ع» إلى شخص يدعى «عم كمال» واشترى منه سكينا، واشترى من الصيدلية شريط منوم لتنفيذ خطته الشيطانية، ثم عاد إلى شقته وخبأ السكين داخل المطبخ، وقام بوضع حبوب المنوم داخل "كولمن مياه" وذوبها في الماء قبل موعد العشاء، وانتظر في غرفة الصالة، وظل يداعب الأطفال حتى تنتهى زوجته من إعداد طعام العشاء، وجلسوا جميعا معا لتناول العشاء وهو ينظر إلى نجلة الأكبر أثناء ملء الماء من "الكولمن" حيث أنه ظل يمزح مع زوجته حتى لا تشك فيه، الكل تناول المياه إلا هو لم يشرب، وبعد الانتهاء من العشاء لم يمر أكثر من 30 دقيقة، بدأت الزوجة في النوم التدريجي، وبعدها الأبناء.


ذبح أسرته
أحضر المتهم السكين التي قام بإخفائها داخل المطبخ وتوجه نحو زوجته وذبحها بدم بارد حتى فصل رأسها عن جسدها، ثم توجه إلى الأطفال وهو ينظر إليهم ويفكر ماذا أفعل، لكن تفكيره الشيطانى قاده إلى ذبحهم بدون رحمه وفصل رؤوسهم عن أجسادهم، وفر هاربا إلى بلدته بمحافظة سوهاج لاقتراض مبلغ مالي حتى يتمكن من الهروب خارج مصر، لكن رجال المباحث تمكنت من القبض عليه أثناء تواجده بمحطة سكك حديد سوهاج.


اعترافات المتهم
قال المتهم، إنه اشترى سكينا من شخص يدعى «عم كمال» وخبأه في مطبخ الشقة، وكذا شريطا منوما من الصيدلية، وقام بوضعه في «كولمن مياه»، حتى شرب الجميع، واستغرقوا في النوم، وقال: "أثناء نوم زوجتي "منال. ن" ذبحتها بالسكين، بفصل رأسها عن جسدها، وتوجهت إلى الأطفال، وحاولت منع نفسي لكن الشيطان كان أقوى مني، وذبحتهم، مكنتش ناوي أقتل أولادي.. دول حتة مني".

وأشار إلى أن الشك في سلوك زوجته دفعه للانفصال عنها قبل ارتكاب الواقعة بـ 3 أيام، حتى تدخل الجيران، وقاموا بالصلح بينهما، ولكن فكرة قتلهم اختمرت في ذهنه، حتى قام بتنفيذها، والهروب إلى بلدته في سوهاج، حتى تم القبض عليه.


الواقعة
البداية عندما تلقى قسم الشروق بلاغا بمقتل "منال ن. إ" 27 سنة، وأطفالها الأربعة، داخل الشقة سكنهم بمنطقة المساكن الاقتصادية بدائرة القسم، والعثور على جثثهم مفصولة الرأس، وبجوارهم سكين، وعدم تواجد الزوج "كرم م. ع" 38 سنة، خفير وسمسار.
وتبين من خلال التحريات هروب الزوج وتوجهه إلى بلدته بناحية آبار الوقف بدائرة مركز شرطة أخميم بمحافظة سوهاج "محل إقامته الأصلي".

وعقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج والإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، وإعداد الأكمنة اللازمة أسفرت إحداها عن ضبطه حال تواجده بمحطة سكك حديد سوهاج.

وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة لشكه في سلوك زوجته، تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات، التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.

الجريدة الرسمية