رئيس التحرير
عصام كامل

الشيطان يحرق البصرة.. 3 سيناريوهات تكشف المحرض على الفوضى بإقليم النفط.. إيران أبزر المتهمين بهدف الإطاحة بـ«العبادي».. رواية غير مرجحة حول تورط الصدر.. والمؤامرة الأمريكية حاضرة بقوة

حريق قنصلية ايران
حريق قنصلية ايران بالبصرة

تصاعدت الأحداث في مدينة «البصرة» العراقية اليوم الجمعة، وتحولت مسيرات الاحتجاجات الشعبية التي اتخذت طابعا سلميا للتنديد بالفساد وندرة الخدمات، إلى مواجهات عنيفة وإشعال حرائق بشكل متعمد طالت القنصلية الإيرانية، لتحلق بقائمة المبانى المشتعلة بعدما أحرق المحتجون مبنى المحافظة ودار استراحة المحافظة ومنزل رئيس المجلس.


صراع سياسي

«البصرة» تحرق والفاعل مجهول معلوم، في ظل صراع سياسي شرس بين إيران وأمريكا، على تشكيل الحكومة العراقية والسيطرة على قرار بغداد، مع انقسام القوى العراقية بشكل عام، والشيعية بشكل خاص بين فريقين فريق يمثل الوجهة الإيرانية «نوري المالكي» و«هادي العامري»، وفريق يمثل القرار الوطني المستقبل، خارج عباءة إيران «حيد العبادي» و«مقتدى الصدر».

وتعد المحافظة رقم فاعل في إفشال أي مخطط سياسي، بما تملكه من ثروة نفطية هائلة وتعد المنفذ البحري الوحيد لبلاد الرافدين، ومن شأن الفوضى الخلاقة بالمحافظة الحدودية إيقاف صادرات النفط، وأيضا توقف استيراد السلع المستوردة من الخارج عبر الحاويات البحرية.

إيران وحلفائها

وانقسم المراقبون حول المحرك لهذه الاحتجاجات، وطبقا لرؤية المراقبين للشأن العراقي، تتجه أصابع الاتهام إلى 3 جهات، أولها إيران وحلفاؤها رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، وزعيم ائتلاف الفتح ورئيس منظمة بدر هادي العامري، بهدف إسقاط ائتلاف النصر –مقتدى الصدر- ورئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، شعبيا بطريقة تجعل من الرفض الإيرانى لبقاء «العبادي» في السلطة لولاية ثانية إلى مطلب شعبي.

وما يعزز الشكوك حول رجاحة هذا السيناريو، مسارعة ائتلاف «الفتح» الموالي لطهران، بإصدار بيان رسمي يطالب باستقالة العبادي من منصبه أو الذهاب إلى البرلمان لإقالته.

الصدر العبادي

الجهة الثانية الفاعلة في هذه الاحتجاجات، هو زعيم التيار الصدري نفسه «مقتدى الصدر»، ويرى أصحاب هذه النظرية أن الأمر بدأ بتحريك هادئ وربما تكون خرجت السيطرة بحرق مقرات الأحزاب والقنصلية الإيرانية، وهذا الرأي الذي يروج له أصحاب الولاء لطهران، تنفيه إلى حد ما دعاوى الصدر لتوفير لحكومة العبادي الأموال الأزمة لدعم البصرة بهدف إحكام السيطرة بشكل عاجل على الأوضاع.

الشيطان الأكبر

الجهة الثالثة طبقا للسيناريوهات المتداولة، هي "الشيطان الأكبر" أي –أمريكا- كما تفضل إيران تسميتها، المروجون لهذا السيناريو يدللون على رؤيتهم برغبة الولايات المتحدة في إنهاء النفوذ الإيرانى بالعراق، خصوصا مع تماهى رئيس وزراء البلاد الحالى في التعامل مع الغرب باستقلالية ورفضه الانحياز لطهران في الصراع الدائر بينها وبين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، على خلفية الاتفاق النووي وإعادته فرض العقوبات على كيانات وشخصيات إيرانية وتحذير الدول من التعاملات التجارية معها.

إضافة إلى ذلك فإن حرق القنصلية الإيرانية في البصرة، يعد رسالة تحذير صريحة إلى إيران، حول توفر جبهة رفض شعبى داخلي للنفوذ الإيرانى الذي وجد ضالته في بلاد الرافدين منذ سقوط الرئيس العراقى السابق صدام حسين على يد الجيش الامريكى، وإمكانية دعمها حتى الوصول إلى نقطة الصدام المسلح مع الميليشيات العسكرية التي ترعاها وتمولها طهران.
الجريدة الرسمية