الهروب يليق بك

الهروب فكرة مناسبة جيدة جدا، التحرر ضد جاذبية الأماكن المستعبدة المصرة على إبقائك جملة مكررة عقيمة خالية من الإيقاع الراقص، الهروب بحث يحمل كل نبل الحرية، الحرية فقط تستحق أن تحيا لها.. الهروب يليق بك لأنك غير قابل للإعراب.. لأنك لست جملة ولا فعلا ولا فاعلا، انت كينونة متغيرة..

لن تقع داخل قُطبان المناهج، ولا المنطق، أنت حي تحيا وتبدع وتتغير.. أنت كاسر لكل القضبان، منطلق هناك حيث تسبح بلا نهاية، حيث لا شاطئ وحيد يأخذك ولست عليهم بمسيطر، أنت نفسك فقط، أنت ظلك ومراءتك، أنت طائر مجنح، فلتسبح في الملكوت في اتجاه النور، والنور هو ذاتك..

اهرب فقط حيثما أتتك الشجاعة، اهرب أينما تفيض روحك، ولا تقل إنك هربت، فقط اذكر أنك تصلي من أجل الحرية، الهروب هو فضيلة للشجاع الرافض السبي، لمرتادي الحق.. الهروب شريعة لكل من أتته السماء أن يكن فارسا، اهرب.. وأتلو نصوصك على الحياة، لا تسمع لنصوصها المنسوخة المرفوعة.

عند هروبك سيَتأكد اصطفاف النجمان، ستمر باللؤلؤ والمرجان، وستُبحر في عطر النهران، سيشاهد الأفق، ويظهر لك البيان اهرب عند شروق الشمس.. واستريح من هروبك عند غروبها، احتضن شراع الحلم حتى تبحر في فجر آخر.. تبحر وانت محملا باذان واحد، هو الحرية والحلم، أو حلم الحرية، فلتهتك عرض الأقدار، وتفر بعيد مشرعا سيفك نحو سماء الحرية.