رئيس التحرير
عصام كامل

الخشت: الجمود الديني طال أكثر من اللازم في تاريخ أمتنا

فيتو

أكد الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، أهمية تطوير الفكر وتطوير العقل الديني، بطريقة منهجية تتجاوز الطرق التقليدية.


وأوضح أن المعلومات لا تكفي وحدها في تطوير العقل، ولكن لابد من التفكير في المعلومات والقدرة على تحليلها ونقدها واتخاذ القرارات الصحيحة، قائلًا: "ذلك هو ما يصنع العلم، فهناك فرق بين المعلومات والعلم".

وأضاف الخشت أن مسألة تطوير العقل الديني مسألة بالغة الأهمية لتطوير العقل المصري حتى يستطيع التمييز بين طريقة التفكير الدينية الصحيحة والطريقة الخطأ، وقال: "إننا نحتاج تحويل المعلومات إلى علم وفكر بما يسهم في تطوير العقل المصري".

وقال الخشت، خلال إحدي لقاءات معسكر قادة المستقبل الذي تنظمه جامعة القاهرة لطلابها بعنوان "تطوير العقل المصري"، وبحضور المفكر الإسلامي ثروت الخرباوي، إنه لابد من تطوير علوم الدين لينتقل من الوعظ والادهاش والتخويف، إلى تفسير من أجل التعقل والتفكير، ليواكب الحياة المتجددة.

وأضاف أنه لابد من الأخذ بالأسباب والعقل والتدبير والتمييز بين طريقة التفكير الدينية الصحيحة والطريقة الخطأ، مستعرضًا بعض النماذج في هذا الإطار، ومنها أن حدوث هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة، لم تكن بالدعاء فقط، ولكن تم الأخذ بالأسباب والتخطيط للهجرة من خلال عمل مُحكم وخطة بدأت بإتجاهه إلى غار حراء أولًا لتضليل مشركي مكة، مع التخطيط والإعداد والتمويل لرحلة الهجرة والاستعانة بقصاص الأثر "عبد الله بن أُريقط" لإزالة آثار السير والاستعانة بسيدنا على رضي الله عنه لينام مكانه في عملية تمويه للمشركين.

وتابع الخشت: أإ الأخذ بالأسباب وإعمال العقل كانت بجانب المعونة الإلهية داعمًا للرسول عليه الصلاة والسلام، قائلًا: "هناك قوانين إلهية للانتصارات، بدليل انتصار المصريين في حرب أكتوبر الذي جاء نتيجة للتخطيط والتدبير والإعداد الإستراتيجي، وكذلك الطالب ينجح بالمذاكرة والاجتهاد، وليس بالدعاء والرغبة فقط".

وأوضح الخشت، أن هناك فرقا بين طريقة التفكير الدينية التقليدية وتطوير العقل الديني التي تشمل الأخذ بالأسباب والقوانين والتفكير والحكمة والخطة.

وأكد ضرورة تجاوز عصر الجمود الديني الذي طال أكثر من اللازم في تاريخ أمتنا العربية والإسلامية من أجل تأسيس عصر ديني جديد وتكوين خطاب ديني من نوع مختلف، لافتًا إلى أهمية أن يكون التفكير العقلاني منهج حياة، حتى يكون ذلك فاتحة لدخول الأمة إلى عصر علمي جديد.
الجريدة الرسمية