رئيس التحرير
عصام كامل

حكايات أضاحي العيد.. كبش يهرب من صاحبه ويدخل منزل الجيران فيتصدق به.. بائع يمنح رجلا أضحية مجانا بسبب نذر.. و«عم صالح» يستخدم حيلة للتهرب من شراء خروف العيد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ارتبطت أضحية عيد الأضحى بالكثير من القصص والحكايات والأساطير، وإن صح بعضها أو كذب، ولكنها مازالت عالقة في أذهان الكثير من أجدادنا، الذين يتجمع حولهم أحفادهم كل عام يحكون لهم تلك القصص، التي تحمل معاني الحب والإنسانية، وتزرع فيهم قيم العطف والمواطنة، وتعبر عن كرم المصريين في تلك الأعياد.


شراء الأضحية
وتقول إحدي الحكايات: إنه قبل العيد ذهب رب أسرة متوسط الدخل للسوق لشراء الأضحية ، وبعدما اختارها ودفع ثمنها التقى صديقه، وطلب منه أن يأخذ الأضحية إلى منزله، لأنه كان مشغولا وكان صديقه متجها ناحية منزل صاحب الأضحية.

الصديق لم يكن متأكدا من موقع المنزل، فأخذ الأضحية إلى جيران صديقه وأعطاهم إياها، قائلا هذه الأضحية لكم دون أن يذكر اسم صاحبها.. الجيران الفقراء لم يمتلكوا المال لشراء الأضحية، ففرحوا كثيرا بها ظنا منهم أنها من أحد المحسنين.

وعندما عاد رب الأسرة إلى العائلة توقع أن يجد أولاده فرحين بالكبش، ولكن كل شيء كان عاديا، دخل المنزل وسأل زوجته فردت عليه بأنه لا أحد أتي بالأضحية، وتذكرت جيرانها وقالت له أعتقد أن صديقك أخطأ وأعطي الأضحية لجيرانك، اذهب إلى هناك وآت بها، فرد عليها قائلا: إن الله كتبها لهم ولا حق لنا أن نسلب فرحة الفقراء.

وقرر الذهاب إلى السوق لشراء أضحية أخرى فوجد أحد البائعين يحط رحاله، فذهب إليه وقال في نفسه سأكون أول المشترين منه عسى أن يساعدني في الثمن، وعندما وصل قال له البائع: "في الطريق وقع لي حادث ونجوت أنا وماشيتي بأعجوبة ونذرت نذرا بأن يختار أول زبون أفضل أضحية ويأخذها دون أن يدفع شيئا".

مربية الأيتام
ويحكى أنه كان هناك رجل اسمه أحمد بن يعقوب اشتري خروف الأضحية وعندما أنزله من الشاحنة انفلت الخروف من يد الرجل فهرب مسرعًا، باتجاه بيت امراة ترعى أيتاما وفقراء، ولحق الرجل بالخروف وكانت المرأة العجوز تجلس بجوار باب المنزل، لتجمع تبرعات المحسنين لتطعم أولادها ومن ترعى لتجاوز مشقات الحياة.

وخرجت المرأة عندما دخل الكبش إلى منزلها، فرأت جارها أحمد بن يعقوب أمام باب منزلها فشكرته كثيرًا ودعت له، وقالت له بارك الله فيك يا أحمد بن يعقوب الله يجعلها صدقة لك.

خجل أحمد بن يعقوب من طلب خروفه من المرأة، وقال لها: اللهم آمين يا أختي والخروف هو هدية لكم من الله، واعذريني على التقصير من جهتكم، وقال أحمد بن يعقوب إن هذا الكبش ذهب إلى حيث كان يجب أن يذهب، وأنه هدية من الله لأولئك الفقراء، وعادإلى بيته وقد تصدق به، ومع ذلك بدأ يفكر كيف يعوض أضحية العيد، فقرر أن يقترض بعض المال ليشتري به خروفا آخر.

وفي اليوم التالي خرج بعد صلاة الفجر ليشتري الكبش، واذا به يرى شاحنة كبيرة واقفة بجانب المسجد وهي محملة بالخراف، أعجب أحمد بن يعقوب بأحد الخراف السمان، فسأل صاحب الشاحنة عن ثمنه ؟ فقال له  خذه ولن نتناقش في الثمن، وبعد أن أخذ  الكبش قال له صاحب الشاحنة هذا الكبش بدون ثمن، لقد نذرت لله إن رزقني كثيرًا من الخرفان هذا العام، أن أقدم أولها لمن يأتي للشراء مني مجانًا، وقد كنت أنت أول من أتى ليشتري مني اليوم خذ الكبش فهو حلال لك.. وشعر أحمد بن يعقوب هنا بفضل الصدقة التي قدمها للسيدة العجوز.

عم صالح
لم يبق للعيد إلا أيام قليلة، ومازال صالح يبحث عمن يقرضه المال ليشتري خروف العيد فمسألة الملابس لأولاده قد قام بحلها، فقد غسلوا ملابس العيد الماضي، ورشوا عليها بعض العطور ووضعوها في أكياس حافظة لتبدو جديدة، ولكي لا يعيرهم أصدقاؤهم أو أحد أقربائهم بأن ملابسهم ليست جديدة، فجأة طرق الباب.

- من؟
- افتح يا صالح أنا صديقك سامي.
- سامي أهلا وسهلا بك.. رددها بفرح.
- حسنا.. سأخرج لملاقاتك الآن.
خرج صالح بعد أن ارتدى قميصه، ومن شدة عجلته جعل بعض الأزرار في غير موقعها، وعندما واجهه سامي قال صالح:
- هل جلبت لي ماطلبت؟
- ضحك سامي.
- لماذا تضحك؟
- اضحك..أنظر إلى قميصك.
- لا عليك منه الآن وقل لي : كم جلبت لي من المال.
- هذه ما استطعت أن اجلبها 5000 ريـال
- يقول بصدمة: خمسة آلاف ريـال ماذا أعمل بها؟
- لم أستطع أن أجمع لك أكثر من هذا

أخذ صالح المبلغ من صديقه سامي، وظل يفكر..كيف سيتصرف..وماذا سيشتري بهذا المبلغ كونه لا يكفي لشراء خروف العيد، فأولاده مشتاقون لأكل اللحم فهم لم يذوقوه إلا في العام الماضي، وظل يفكر في طريقة ما تجعل أولاده يقتنعون بان لديهم خروفًا ذبحوه للعيد ويقنع أقرباءه الذين سيزورنه لتناول وجبة الغداء بأن لديه لحمًا.

خطرت على باله فكرة.. احتفظ بالمال الذي اقترضه من صديقه، إلى أن اقترب مجيء العيد قال لأولاده لقد اشتريت خروف العيد ووضعته في بيت صديقي سامي مع خروفه، كما تعلمون يا أولادي لا يوجد مكان له في البيت.

صدق أولاده حديثه إلى أن جاء يوم العيد وفي الصباح الباكر، خرج صالح إلى المسلخة، وأخبر الذابح بأن يعطيه لحمًا بمبلغ 5000 ريال وأن يعطيه جلد خروف مسلوخ، وعند عودته إلى المنزل وجد أقرباءه يريدون مساعدته على ذبح الخروف، ولكنه أتى في الوقت المناسب بعد دخولهم المنزل بدقيقة ماسكا في يده جلد الخروف، وفي يده الأخرى كيسًا بلاستيكيًا فيه لحم.
الجريدة الرسمية