رئيس التحرير
عصام كامل

أم كلثوم تكتب: لا أنسى ليلة العيد

أم كلثوم
أم كلثوم

في جريدة أخبار اليوم عام 1944 كتبت كوكب الشرق أم كلثوم مقالا عن ذكريات بدايتها الفنية قالت فيه:

غنيت وأنا طفلة صغيرة لا أعرف من أمور الدنيا إلا ما يعرفه الأطفال، لذلك لا أستطيع أن أقول أنى عشقت الغناء طفلة، غنيت من أجل أن أعيش وليس من أجل الفن.

وعندما كنت طفلة أغنى في الأفراح كانت أمنيتى أن تحدث مشاجرة واحدة على الأقل بين المدعوين لأتفرج وأستريح من عناء المغنى، والليلة المتعبة عندى هي الليلة التي تمر بسلام ففيها اضطر إلى إعادة القصيدة مرة أو اثنين.

وكبرت وبدأ حظى يكبر معى وبدأت تذوق الفن حتى أصبحت اشعر كلما غنيت أننى مقبلة على امتحان رهيب، وقد يحدث أحيانا أن أذهب إلى حفلة وأنا على تمام الاستعداد لها ومزاج رائق.. فما أكاد أفتح فمى للغناء حتى أتمنى لو أخذوا منى كل ما أملك ويعتقونى لوجه الله ولا أغنى.

وفى بعض الليالى أنتهي من الغناء وكأننى أنتهي من حلم فيوقظنى تصفيق الجمهور في نهاية المقطوعة فأحس شعور النائم الذي استيقظ على حلم جميل ويتمنى لو أنه لم يفتح عينيه وعاش إلى الأبد في ذلك الحلم الرائع.

هناك ليلة من عمرى لا أنساها، تختلف عن كل ليالى حياتى، ليلة أن غنيت في النادي الأهلي وكانت ليلة العيد، وأقبل الملك فاروق.. مفاجأة، أحسست عندئذ أن في قلبى عيدا سعيدا، وأن في قلبى موسيقى تعزف بأعذب الألحان.

وأحسست في الوقت نفسه برهبة وخوف، وحرت ماذا أغنى في حضرة الملك؟ ورحت أغنى وأغنى وغنيت يا ليلة العيد أنستينا، ولم أشعر أننى أجدت، ولم أعرف أننى فشلت.

لكننى عندما سمعت إعادة الشريط قلت الله الله يا أم كلثوم، ودى بركة ليلة العيد.
الجريدة الرسمية