رئيس التحرير
عصام كامل

أمراض خطيرة تسببها الألعاب الصينية.. «السلايم» يتسبب في «خلل الهرمونات وأمراض الصدر».. «التسمم» نتيجة المواد البلاستيكية المصنوعة بها.. «الفشل الكلوي» والسرطان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


ما زالت الألعاب الصينية، تحتل صدارة المبيعات في مصر، وتشهد نموًا هائلا بالأسواق المحلية في النصف الأول من العام الجاري، وقال تقرير عن صناعة الألعاب الصينية صدر في الدورة الـ16 لمعرض الصين الدولي للتسلية التفاعلية الرقمية الذي عقد في مدينة شانغهاي، إن صناعة الألعاب الصينية، بلغت عائداتها في سوق الألعاب الصيني 105 مليارات يوان (نحو 15.4 مليار دولار أمريكي) في النصف الأول بزيادة 5.2%على أساس سنوي.


وتجاوزت إيرادات مبيعات صناعة ألعاب الهواتف المحمولة 63 مليار يوان، بينما بلغ الإنفاق على ألعاب الكمبيوتر نحو 31.6 مليار يوان في النصف الأول من العام، وتعد الصين واحدة من أكبر أسواق الألعاب في العالم ولديها 530 مليون لاعب خلال هذه الفترة، بزيادة قدرها 4% على أساس سنوي، ورغم تلك الميبعات الهائلة، الإ أن الألعاب الصينية لها العديد من المخاطر على صحة الأطفال، وتتسبب في أمراض خطيرة.

خلل الهرمونات وأمراض الصدر
يندرج في صدارة الألعاب الخطيرة على الأطفال «لعبة الصلصال»، التي يطلق عليها «السلايم»، وهي إحدى الألعاب التي نستوردها من الصين، وهي عبارة عن عجينة يتم شراؤها من المكتبات وتستخدم لصنع أشكال مختلفة من الألعاب، وتعتمد في مكوناتها على الصمغ وحمض البوريك، وحذرت العديد من الدول من خطورتها على الأطفال، حيث سبب أنواعًا مختلفة من السموم.

وقالت الدكتورة هدى أحمد، أستاذ جلدية وتناسلية جامعة عين شمس: إن حمض اليوريك المكون الأساسي لهذه العجائن عبارة عن مادة كيميائية لها كثير من الاستخدامات، حيث يتم استخدامها كغسول للعين وقرح الفم، كما تستخدم أيضًا كمبيد أو طارد للحشرات كالنمل والصراصير، ويعتبر سامًا ويسبب العديد من الأمراض للأطفال، منها حدوث خلل في الهرمونات، فضلًا عن خطورة ابتلاع الطفل لهذه أثناء اللعب، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يؤثر على الصدر والجهاز التناسلي.

وأكدت في تصريحات صحفية ضرورة أخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة عند استخدام الأطفال لهذه المادة في اللعب، من خلال ارتداء قفازات خاصة، كما أن المادة قد تسبب حساسية الجلد عن طريق الجروح الموجودة في الأيدي، وفي حالة الإصابة به أو تعرض الأطفال له بشكل مباشر يجب الذهاب فورًا للطوارئ.

التسمم
«أمراض الصدر وخلل الهرمونات» لم تكن المخاطر الوحيدة للألعاب الصينية، وقال الدكتور محمود محمد عمرو مؤسس المركز القومى للسموم بطب قصر العينى: إن لعب الأطفال تنقسم إلى نوعين، معلومة المصدر والهوية ولا تمثل خطورة، وأخرى معاد تصنيعها وخطورتها كبيرة.

وأكد مؤسس المركز القومى للسموم بطب قصر العينى، في تصريحات صحفية، أن المواد التي يتم تصنيعها منها رخيصة الثمن تتكون من جميع المواد البلاستكية، ويضاف إليها مواد أخرى مجهولة المصدر يساعد في تجميدها، موضحًا أن تلك المواد مع الغليان تتحول لمواد سامة وشديدة الخطورة، وتنتقل هذه السموم للأطفال عن طريق ملامسة هذا الألعاب لجلد الأطفال أو عند تعرضها للتآكل يصدر منها بعض الغبار السام والخطير المسبب لأخطر الأمراض.

فشل كلوي وسرطان الدم والمخ
وأوضح مؤسس المركز القومى للسموم بطب قصر العينى، أن تلك اللعب شديدة الخطورة لأن المواد المصنعة تعرضت لدرجات حرارة مختلفة وتحتوي على مواد مسرطنة وتكون سببًا في الإصابة بالفشل الكلوي والسرطان، إضافة إلى أن الألعاب المطروحة أغلبها خليط من المواد البتروكيماوية والمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق والزنك والبلاستيك بعد إعادة تدويره، يؤدي لانهيار الجهاز العصبى للطفل والإصابة بسرطان الدم والمخ وأمراض الصدر والحساسية.

الكبد والكلى
ومن ناحية أخرى، أشار الدكتور سميح عبد القادر، أستاذ علم المبيدات والسموم البيئية بالمركز القومى للبحوث، ورئيس اللجنة الوطنية للسموم بأكاديمية البحث العلمى، إلى أن الضرر الواقع على الأطفال من تلك اللعب الرديئة يعود إلى درجة تعرض الطفل، سواء بالأيدي أو بالفم أو باللمس أو الاستنشاق، مؤكدًا أن أي سمية يتعرض لها الأطفال تتوقف على حجم الجرعة التي يتعرض لها جسم الطفل عن طريق منافذ الجسم الحساسة لدخول المركبات العضوية التي تذوب بالدهون، أو التي لها طريقة تبخر مواد بسبب درجات الحرارة.

وتابع في تصريحات صحفية، «أن البلاستيك يساهم في زيادة الإصابات بأمراض السرطان والجهاز العصبي والكبد والكلى، خاصة الألوان التي تبهر الطفل في هذه اللعبة، وهي أول خطر لأنها تصنع من مواد بتروكيماوية ومن الرصاص، وكذلك النحاس الذي يضاف في صورة مادة كيماوية مكونة من الألوان الزاهية السامة مع مختلف المواد العضوية والمعادن المضافة تعطي ثبات لهذه الألوان».
الجريدة الرسمية