رئيس التحرير
عصام كامل

«باب المندب».. خطة إسرائيل لدفع العرب وإيران إلى مضيق الحرب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مع اشتعال الصراع (السنى - الشيعى) في منطقة الشرق الأوسط، والدور القوى لإيران في تأجيجه، وجد الاحتلال الإسرائيلى فرصة لاختراق جسد الأمة وتقديم نفسه كصديق للأمة العربية قادر على حمايته مع عدوها الصفوي.


وأحدث مشاهد لاستغلال هذه الأزمة الطاحنة لاختراق جسد الأمة العربية ودفع الدول الإسلامية لمواجهة عسكرية تقضي على ما تبقى من حضارتهم، خرج رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بتصريحات مثيرة حول استعداد إسرائيل للانضمام لتحالف دولي لحماية مضيق «باب المندب» من تهديدات إيران بإغلاقه عبر وكيلها «ميليشيات الحوثى» اليمنية، مدللا على ذلك باستهداف ناقلة نفط سعودية وتهديد السفن العابرة لقناة السويس.

دخول المعادلة

تصريحات نتنياهو، حول الواقعة بأن بلاده ستكون ضمن التحالف ضد إيران، هي جزء من التلويح بالمخطط الذي يريد رئيس وزراء الاحتلال بهدف فرض وجوده داخل المعادلة العربية، استغلالًا للخلافات بين دول الخليج وإيران.

إشعال الحرب

يعلم نتنياهو تمام العلم أن دول الخليج لديها الاستعداد لدفع أي ثمن مقابل كبح جماح إيران، لذا يستغل المسألة لتأليب العرب وإشعال فتيل الحرب التي حال انطلقت ستأكل الأخضر واليابس، وهذا ما يريده صانع القرار الصهيونى لتخلص من الجميع بطلق رصاص واحدة.

خلق عدو مشترك

من جهة أخرى يسعى الاحتلال إلى دعم فكرة التطبيع المفروض لدى غالبية الدول العربية من دون الوصول لحل للقضية الفلسطينية وخاصة السعودية التي ترفض التطبيع الرسمي دون تطبيق مبادئ مبادرة السلام العربية، ويجد نتنياهو في فكرة خلق عدو مشترك وهو الجهورية الإسلامية فرصة سانحة لتقريب وجهات النظر وإقناع الدول الواقفة على الضفة الأخرى لشط التطبيع بالسباحة الجماعية إلى «تل أبيب».

فزاعة البحر الأحمر

واستخدم نتنياهو فزاعة البحر الأحمر حينما لوح بأن إيران تنوي إغلاقه مؤكدًا أنه إذا تم ذلك سيكون أول المدافعين ويقف ضمن تحالف عربي لمنع هذه الخطوة. في الوقت الذي أشار فيه الإعلام الإسرائيلي إلى تقارير تتحدث عن تدريبات إيرانية تشبه إغلاق مضيق هرمز.

مكايدة واشنطن

موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي، علق اليوم الخميس، على تصريحات رئيس وزراء الاحتلال، بشأن استعداده للدخول ضمن تحالف شرق أوسطي ضد إيران إذا أغلقت أماكن بحرية.

وقال الموقع، إن هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس وزراء إسرائيلي منذ عهد رئيس الوزراء الأول، دافيد بن جوريون، عن تحالف عسكري شرق أوسطي دون مشاركة الولايات المتحدة.

وأضاف أن تصريحات نتنياهو، التي جاءت في كلمة ألقاها خلال تخريج ضباط في سلاح البحرية، هي أول رد إسرائيلي على خطوات الرئيس دونالد ترامب لتجديد الاتصالات بين واشنطن وطهران.

تكتيك أمريكي

وفي تقرير منفصل رأى "ديبكا" أن التكتيك الذي استخدمته الولايات المتحدة ضد إيران هو بالضبط ما استخدمته واشنطن مع بيونج يانج خلال شهر مايو عندما تفاوضا على عقد قمة بين قادتهما. التوتر العسكري الأول، ومن ثم عقد قمة بين الرئيسين دونالد ترامب وحسن روحاني، ما يعني أن واشنطن لا تريد الحرب أي الرغبة لقرع طبولها بين الجيران ودفعها جميعا إلى «مضيق الحرب» التي يقرع نتنياهو طبولها الآن.
الجريدة الرسمية