رئيس التحرير
عصام كامل

«الأميرة ألِس» ومصر.. قصة جدة الأمير تشارلز المدفونة بالقدس

فيتو

خلال أول زيارة رسمية لأحد أفراد العائلة المالكة البريطانية لمدينة القدس المحتلة هذا الأسبوع، يزور الأمير ويليام قبر جدته الكبرى الأميرة ألِس في جبل الزيتون بمدينة القدس، فمن هي هذه الأميرة؟


هي الأميرة ألِس باتنبيرج التي منحها متحف ياد فاشيم الإسرائيلي المخصص لضحايا الهولوكوست، لقب المرأة الصالحة، وهو لقب يمنح لغير اليهود الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

قراءة الشفاه
ولدت ألِس عام 1885 في قصر ويندسور، وهي ابنة الأمير لودفيك (الألماني) والأميرة فيكتوريا، وكانت تعاني من الصمم منذ الولادة.

تعلمت قراءة الشفاه في اللغات الألمانية والإنجليزية وفيما بعد اليونانية والفرنسية. وعاشت معظم طفولتها بين ألمانيا وإنجلترا ومالطة التي كانت مقر القطعة العسكرية التي كان والدها ضابطا فيها.

تمت أسرتها بصلة قرابة إلى قياصرة روسيا، حيث كانت عمتها ألكسندرا فيودوروفا، زوجة القيصر ألكسندر. وكانت الأسرتان تمضيان العطلات سوية في دارمشتادت بألمانيا.

خلال الاحتفال الذي أقيم في 1902 بمناسبة تولي خالها الملك إدوارد السابع عرش بريطانيا، قابلت ألِس أمير اليونان والدنمارك أندرياس وارتبطا بعلاقة حب توجت بالزواج عام 1903.

 استقر العروسان في أحد أجنحة القصر الملكي في اليونان، وأنجبا خمسة أبناء أصغرهم الأمير فيليب، الوحيد الباقي على قيد الحياة.

انفصال عائلى
انفصلت ألِس عن زوجها في ثلاثينيات القرن الماضي، بسبب المتاعب الصحية التي كانت تعاني منها، وعاشت خلال الحرب العالمية الثانية في العاصمة اليونانية أثينا، بعكس معظم أفراد العائلة المالكة اليونانية الذين اختاروا العيش في المنفى بجنوب أفريقيا، عندما كانت ألمانيا على وشك اجتياح اليونان.

بقاء الأميرة في اليونان كان أمرا محيرا للمراقبين، فقد كان ابنها، دوق أدنبرة وزوج ملكة بريطانيا لاحقا الأمير فيليب، برتبة ضابط في البحرية الملكية البريطانية، ويشارك في المعارك ضد البحرية الألمانية هذا من جهة، أما على الجهة الأخرى فقد كان صهراها، زوجا اثنين من بناتها، الأميران الألمانيان كريستوف وبرتولد يقاتلان على الطرف الآخر ضمن صفوف الجيش الألماني.

وخلال الاحتلال الألماني لليونان عملت الأميرة مع الصليب الأحمر، فكانت تساعد في إطعام الجياع عن طريق فتح مطابخ متنقلة، وإيواء الأطفال الأيتام.

الهروب إلي مصر

مع قرب سيطرة الألمان على اليونان والخطر المحدق باليهود هناك حاول أربعة من أبناء راشيل الهروب إلى مصر بحرًا، للانضمام إلى الحكومة اليونانية في المنفى، لكن تبين أن الرحلة محفوفة بالمخاطر، وتراجعوا عن السفر، وكذلك والدتهم راشيل وابنتها اللتان كانتا تنويان اللحاق بهم فيما بعد إلى مصر.

فعلمت ألِس بالخطر الذي يواجه أسرة كوهين وخاصة زوج راشيل، هايماكي الذي كان عضوا في البرلمان اليوناني، وكان مقربا من الأسرة المالكة في اليونان  في وقت من الأوقات. فعرضت على راشيل وابنتها الاختباء في منزلها، وانضم إليهما لاحقا أحد الأبناء الذين فشلوا في الفرار إلى مصر، وبقيت الأم وابنها وابنتها متواريين عند الأميرة حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية وتحرير اليونان من الاحتلال النازي.

وكانت الشرطة الألمانية تشك في أنشطة الأميرة فخضعت للتحقيق من قبل الأمن الألماني لكنها استغلت حالة الصمم، وتفادت الإجابة على أسئلة المحققين بحجة عدم فهمها للأسئلة، وفي نهاية الأمر صرفوا النظر عن متابعتها أو ملاحقتها.

أنشطة الأميرة
بعد انتهاء الحرب انخرطت ألِس في العديد من المنظمات الخيرية، وأسست جمعية خاصة بالراهبات اليونانيات الأورثوذكس حملت اسم "أخوات مارتا وماري".

وفي أعقاب الانقلاب العسكري في اليونان عام 1967 غادرت ألِس اليونان بشكل نهائي، وانتقلت للعيش في بريطانيا مع ابنها وزوجته ملكة بريطانيا.

توفيت ألِس في المقر الرسمي للأسرة المالكة البريطانية في لندن، قصر باكينجهام، في 5 ديسمبر 1969 عن 84 عاما.

حفظ الرفات
جرى حفظ رفاتها في كنيسة القديس جورج بقصر ويندسور، مقر الملكة الصيفي، وفي عام 1988 تم نقل الرفات إلى كنيسة ماري المجدلية في جبل الزيتون بالقدس، ودفنت بجانب عمتها الدوقة إليزابيث فيودوروفا حسب وصيتها.

منحها متحف ضحايا المحرقة اليهودية الهولوكوست عام 1994 لقب المرأة الصالحة، وقد حضر مراسم منح الوسام ابنها الأمير فيليب وابنتها الأميرة صوفي.
الجريدة الرسمية