رئيس التحرير
عصام كامل

المصري عادل محمود.. عالم رحل منتصرا على المرض (بروفايل)

فيتو

«لا نعرفهم إلا بعد الرحيل»، جملة تنطبق على الكثير من أعلام ورموز مصرية، تركوا بصمة كبيرة في حياتنا دون أن نعرفهم، فكانوا لنا الجندي المجهول، الذي يساهم في حمايتنا من الأخطار، دون سبق معرفة بيننا.


خبر مؤسف، أحزن الكثيرين، تردد خلال الساعات الماضية، برحيل رائد أبحاث اللقاحات والأمراض المعدية في العالم، البروفيسور المصري عادل محمود، عن عمر يناهز 76 عاما، في مدينة نيويورك، ونعى الوسط الأكاديمي والطبي في الولايات المتحدة العالم المصري، الذي قضى حياته في تطوير لقاحات أنقذت حياة مئات الملايين حول العالم.

«التأخر عن الموعد».. سبب اتجاه العالم إلى الطب، فقد أصيب والده بمرض الالتهاب الرئوي، وفي سن العاشرة، ذهب لإحضار عقار البنسلين لوالده المحتضر، لكنه لم يتمكن من الوصول في الموعد المحدد، وفقد والده في اليوم ذاته.

وتخرج عادل محمود عام 1963، من كلية الطب بجامعة القاهرة، محققا حلم والدته فتحية عثمان، التي تم قبولها في كلية الطب بنفس الجامعة في شبابها، ولكن منعها شقيقها من استكمال تعليمها، لأنه كان يرى أن النساء ليس لهن العمل بالطب.

ساعد الدكتور محمود في تطوير لقاح مضاد للحصبة وحمى النكاف والحصبة الألمانية وجديري الماء، والوقاية من القوباء المنطقية، وكان من الممكن ألا تخرج اللقاحات المضادة لهذه الفيروسات إلى النور، بدون جهده، حسب الطبيبة جولي ل. جربردينج الرئيس السابق للمراكز الفيدرالية لمكافحة الأمراض والوقاية، التي أكدت أن البروفيسور الراحل دافع عن تلك اللقاحات لأنه أدرك قدرتها على إنقاذ الأرواح، فعالميا تقتل عدوى سرطان عنق الرحم وعدوى فيروس الروتا مئات الآلاف من النساء والأطفال كل عام.

اتنقل محمود للندن عام 1968 لاستكمال تعليمه وفي 1973 انتقل للولايات المتحدة وأصبح باحثا في جامعة كايس ويسترن ريزيرف بكليفلاند في ولاية أوهايو، حيث رقى هناك لمنصب رئيسا لقسم الطب في 1987، وعام 1988 عمل لصالح شركة ميرك كرئيس لقسم التطعيمات، حيث أشرف على اختراع تطعيم فيروس الورم الحليمي المتسبب في العديد من وفيات الأطفال، وأيضا تطعيم مرض فيروس روتا الذي كان يسبب أنواع عدة من مرض السرطان، ثم تقاعد 1998 عن العمل في الشركة واتجه للتدريس الجامعي وكان أهم مناصبه الجامعية هو أستاذ بكلية ودرو ويلسون في قسم البيولوجيا والأمراض المعدية بجامعة برينستون عام 2006.



الجريدة الرسمية