قمر صناعي صيني يربط العالم بالجانب المظلم للقمر

يطير القمر الصناعي ذو الهوائي الذهبي الضخم الذي يأخذ شكل مظلة، في مدار يبعد عن الأرض بـ400 ألف كيلومتر في انتظار تشانج آه - 4، الذي من المقرر أن يكون أول مسبار على الإطلاق يقوم بهبوط سلس على الجانب البعيد للقمر.

وسينشئ القمر الصناعي التتابعي لتشانج آه - 4 اتصالاً بين الأرض والجانب البعيد للقمر، وقد يقدم خدمات لمسبارات من دول أخرى، مما يسهم في الاستكشاف العلمي الدولي، وفقًا لما ذكر يه بي جيان، أكاديمي بالأكاديمية الصينية للعلوم، وهو أحد خبراء الفضاء البارزين في الصين أيضًا.

ودخل القمر الصناعي تشيوهتشياو أو (جسر العقعق) الذي تم إطلاقه يوم 21 مايو، إلى مدار هالو حول نقطة لاجرانج الثانية لنظام الأرض والقمر، حيث يمكنه "رؤية" كلٍّ من الأرض والجانب البعيد للقمر.

من المتوقع إطلاق مسبار تشانج آه - 4، ومعه مركبة هبوط ومركبة متجولة في وقت لاحق من هذا العام. وجاء الاقتراح بعمل المسبار على استكشاف الجانب البعيد للقمر، جاء من يه، الذي عمل في البرنامج الصيني لاستكشاف القمر منذ تشانج آه - 1، أي قبل أكثر من 10 سنوات.

ويأتي تشانج آه - 4 بعد تشانج آه - 3 الذي أطلق في نهاية عام 2013 وأصبح أول مركبة فضائية صينية تقوم بهبوط سلس على جسم خارج الأرض لاستكشافه.

وبعد إنجاز تشانج آه - 3 مهمته، ناقش قطاع الفضاء الصيني وجهة تشانج آه - 4. وفضل بعض الخبراء الهبوط على الجانب القريب من القمر مرة أخرى، لأنه أكثر أمانًا.

وقال يه "أختلف مع ذلك. لماذا يكرر تشانج آه - 4 ما فعله تشانج آه - 3؟ يجب ألا نخاف من الفشل في الاستكشاف العلمي. نحتاج إلى الابتكار".

واقترح يه إطلاق تشانج آه - 4 إلى الجانب البعيد للقمر، وهذا سيكون أمرًا غير مسبوق ومبتكرًا.

ونظرًا لأن دورة القمر حول الأرض تتماشى مع الدورة الذاتية له، فإن الجانب نفسه يواجه الأرض دائمًا، ولا يُرى الجانب الآخر للقمر من الأرض أبدًا، ويتطلب الهبوط والتجول في الجانب البعيد للقمر إطلاق قمر صناعي لنقل الإشارات.

واستخدم تشيوهتشياو، باعتباره أول قمر صناعي يعمل في مدار هالو حول نقطة لاجرانج الثانية، استخدم كمية صغيرة نسبيًّا من الوقود خلال رحلته إلى المدار المخطط له، لأنه يخضع لسيطرة دقيقة. ويبلغ عمره الافتراضي ثلاث سنوات، لكن يه قال إنه قد يعمل مدة سبع أو ثماني سنوات.

وهذا يعني أنه بإمكانه أيضًا أن يوفر اتصالات لمسبارات من دول أخرى، إذا أرادت استكشاف الجانب البعيد للقمر في المستقبل القريب.

وقال يه إن أهمية الذهاب إلى الجانب البعيد للقمر تكمن في أن الصين لن تكون الأولى في الذهاب إلى هناك فحسب، بل ستساهم في الاستكشاف العلمي العالمي أيضًا.

ويعد نقل بيانات موثوقة عبر مسافات بعيدة أحد الأهداف التكنولوجية الرئيسية لخبراء الفضاء في جميع أنحاء العالم. وتُحمل تشيوهتشياو هوائيًّا بشكل مظلة يبلغ قطرها 4.2 أمتار، وهو أكبر هوائي اتصالات تم استخدامه في استكشاف الفضاء السحيق. وكان الهوائي هو الصعوبة الرئيسية للقمر الصناعي التتابعي، حيث قضى المهندسون وقتًا طويلاً لتطويره، وفقًا لما ذكر يه.

وتم اختيار اسم تشيوهتشياو من بين أكثر من 100 اسم مرشح في مسابقة عامة لتسميته.

وتروي حكاية شعبية صينية أن طيور العقعق شكلت جسرًا بأجنحتها في الليلة السابعة من الشهر السابع وفقًا للتقويم القمري الصيني لتمكين تشي نيوى، الابنة السابعة لإلهة السماء، من العبور والالتقاء بزوجها الحبيب المنفصل عنها في الجانب الآخر للمجرة.

وقال يه "نعتقد الاسم سهل الفهم وهو يدل على إنشاء جسر للاتصال".