رئيس التحرير
عصام كامل

هل تسعى لندن لإعادة دمج الإخوان في إنجلترا بعد طردها من الشرق؟.. التنظيم الدولي ينشط بقوة من جديد.. مؤسسات إخوانية تجهز مؤتمرات كبرى لإعادة التعريف بالجماعة.. ومنظمة قرطبة رأس حربة المخطط في بريطانيا

شعار جماعة الاخوان
شعار جماعة الاخوان

لا زالت علامات الاستفهام، تطرح نفسها لفك ألغاز إصرار العاصمة البريطانية «لندن»، على التعاون مع جماعة الإخوان الإرهابية، في وقت أصبحت فيه مذمومة تماما داخل مصر، وأغلب دول الشرق، حتى تلك التي تشارك فيها بالحكم والبرلمان والمحليات، وتترك لها الحبل على الغارب، تفعل ما تشاء، وتتوسع في نشر أفكارها، وتشن هجوما شرسًا على الدول المتحالفة بالأساس مع بريطانيا في الحرب ضد الإرهاب.


وتدور أسئلة كثيرة، في العديد من المراكز البحثية، المعنية بالإسلام السياسي، حول الدور الذي تلعبه العاصمة البريطانية، وسر الباب الخلفي الذي تبقيه مفتوحا على مصراعيه دائما للإخوان، والمنظمات الحقوقية المشبوهة التابعة لها، التي تسعى لتهديد أمن واستقرار دول التحالف العربي، المناهض للفكر الإخواني في المنطقة.

قرطبة رأس الخلايا النشطة لـ «الإخوان»

تحتل مؤسسة قرطبة، وهي منظمة تابعة للإخوان، بحسب نص اتهام رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون لها قبل خمسة أعوام، وقال عنها، أنها إحدى جبهات الجماعة، في نفس الوقت الذي تصنفها الإمارات «منظمة إرهابية» رأس حربة الخلايا النشطة للإخوان، وتنظم بشكل دوري لقاءات موسعة لقيادات الجماعة من كافة البلدان، لإعادة تقديم أنفسهم، وترتيب أوراقهم عبر الاستعانة بكبرى شركات العلاقات العامة، التي تعمل على غسل سمعة الإخوان في الغرب، مقابل عشرات الملايين من الدولارات.

قبل أيام، نظمت المؤسسة مؤتمرا بعنوان «الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط.. بين الثورة والتحول الديمقراطي وحقائق جديدة» وجمّع المؤتمر بين أطياف مختلفة من النشطاء المواليين للجماعة، على رأسهم مها عزام، رئيس ما يسمى بـ«المجلس الثوري المصري»، وعزام التميمي، أحد صقور التنظيم الدولي للإخوان.

وحاول هؤلاء إعادة التعريف بالفكرة، وخلط الأوراق لفتح ثغرات جديدة في المجتمع الأوروبي، انطلاقا من لندن، بما يسمح بموطئ قدم للإخوان مرة أخرى، بعدما لفظ العالم فكرة الإسلام السياسي تماما، وباتت عبئا عليه.

مؤسسة إرهابية 
يقول إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن منظمة قرطبة من أخطر مؤسسات جماعة الإخوان الإرهابية وتستخدم لندن قاعدة للانطلاق منها، لتشويه التحالف العربي، وخصوصا مصر والسعودية والإمارات.

وأوضح «ربيع»، أن المؤسسة المشبوهة، هي رأس حربة المؤسسات التي تدور في فلك الجماعة، وتعمل ضمن مخطط يسعى إلى حشد الأصوات المتعاطفة معها، لمواجهة الدعوات المتزايدة بتصنيف الإخوان جماعة إرهابية، للإجهاز تماما على نبتة الإسلام السياسي في الأراضي الإنجليزية، ومحو خطرها.

شك بريطاني في نوايا قرطبة
تحاط مؤسسة قرطبة دائما، بحالة من التحفظ الشديد والريبة والشك في مشروعية عملها، من دوائر السياسة البريطانية، وسبق أن اتهمها «تقرير جنكينز»، أشرس تحقيق حكومي، وكان قد أجرى مسحا شاملا لظلال تواجد الإخوان ومنظماتها على الأراضي الإنجليزية، قبل 3 أعوام، بالعمل ضمن مؤسسات الإخوان من داخل بريطانيا.

كما اتهم التقرير الذي أعده السير جون جنكينز، سفير بريطانيا السابق في السعودية، الإخوان باستخدام العنف والإرهاب، سعيا لتحقيق أهداف طويلة المدى، ولفت إلى خطورة سرية عمل الجماعة وصعوبة تتبع أنشطتها في بريطانيا، بما في ذلك العضوية وجمع التبرعات والبرامج التعليمية، بما لا يتناسب مع حجم الجماعة، وهو التقرير الذي عرقل فجأة بعدما كان يسير بالإخوان إلى لوائح الجماعات الإرهابية.
الجريدة الرسمية