رئيس التحرير
عصام كامل

القارئ الشيخ ياسر عبد الباسط عبد الصمد: صوت والدي دفع المصريين لشراء «الراديو»

فيتو

  • الشيخ عبد العزيز بكري كان أستاذ العائلة كلها
  • الشهرة بدأت بزيارة مولد السيدة زينب بصحبة جدي
  • القرآن كان يعنى لديَّ “عبد الباسط” وتركت القرآن نهائيًّا بعد وفاته
  • سافرت إنجلترا 21 مرة، وأمريكا 11 مرة، وهولندا وباكستان والجزائر والسعودية وإيطاليا أكثر من مرة”

في مصرَ عائلاتٌ قرآنية، أبدعَ أبناؤها في حفظِ كتابِ اللهِ وتلاوتهِ، تفانَوا في خدمةِ القرآن الكريم فرفعَهم اللهُ مكانًا عليًَّا، وخلَّد ذكرَهم، وأبقى سيرتَهم عطرة بعدَ رحيلهم. وقد ورثَ القارئانِ: “ياسر” و”طارق عبد الصمد” والدهما الراحل “عبد الباسط عبد الصمد” في حلاوةِ الصوتِ، وترك الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد عائلة حافظة لكتاب الله، ومعظم أبنائه يجيدون تلاوة القرآن الكريم.
التقت “فيتو” الشيخ ياسر، ففتح خزائن أسرار والده الشيخ عبدالباسط، وقال:
«إن أول مرة قرأ فيها والدى رحمة الله عليه بالإذاعة، أحدثت له انتشارا عجيبا لدرجة أن الناس قالوا في ذلك الحين أن الإقبال على شراء الراديو زاد وانتشر بسبب صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد على موجات إذاعة القرآن الكريم».. وإلى نص الحوار.


> كيف بدأ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد حفظ القرآن الكريم؟
حفظ الوالد، رحمة الله عليه، القرآن الكريم، وهو في سن الـ10 سنوات، وهو في مدينة أرمنت بمحافظة الأقصر، وقبل إتمامه حفظ القرآن الكريم كان لديه شغف بالتلاوة والحفظ، ومع مرور الوقت، أصبح والدى مشهورا جدا في الأقصر وسوهاج وأسيوط ومحافظات الصعيد.

> وكيف ذاع صيت الشيخ عبد الباسط في القاهرة؟
حدثت نقلة كبيرة له حينما جاء لزيارة مولد السيدة زينب، رضى الله تعالى عنها، بصحبة جدي، وكان الحضور في تلك الليلة من كبار القراء في المسجد، وكان منهم الشيخ “الشعشاعي”، ومصطفى إسماعيل، فقال لهم جدي: “الواد ده عاوز يقرأ 10 دقائق بركة منكم”، وذلك بعدما أنهى جميع القراء قراءتهم وتعبوا.. فسمحوا له بقراءة 10 دقائق، وحينما ينتهى ويصدق يقولون له: “كمل.. كمل” إلى أن قرأ ساعة ونصف، واقترحوا عليه التسجيل في الإذاعة، ويقول والدي: استخرت الله وذهبت للتقديم فوجدت الشخص الذي اقترح عليَّ التقديم هو من يمتحنني.. ونجح في تلك الاختبارات، وحينما قرأ فيها لأول مرة أحدثت له انتشارًا عجيبًا، لدرجة أنهم قالوا في ذلك الحين؛ إن الناس أقبلت على شراء الراديو بسبب صوت عبد الباسط عبد الصمد.

> كيف كانت كواليس حياة الشيخ عبد الباسط بين أسرته؟
كان والدى في تربيتنا حكيمًا ومتواضعًا، وعلى علم بميول وملكات كل واحد من أبنائه، وكانت الابتسامة لا تفارق وجهه ولم يضرب أحدا منا يومًا، كما أنه كان يتعامل معنا بالحنان والحب ويقدم لنا النصح دائمًا.

> كيف كانت العلاقة بين والدك وأقرانه من مشايخ عصره الكبار؟
كان والدى على علاقة جيدة بجميع الناس، والأقرب إليه كان الشيخ محمود على البنا، والشيخ الرزيقي، وبالطبع الشيخ مصطفى إسماعيل رحمهم الله.

> هل كان حريصًا على تحفيظكم القرآن؟
كان يستعين بالشيخ عبد العزيز بكري، وكان أستاذ العائلة كلها، وكنا نجلس ونقرأ أمامه بالتتابع، ولكن لم يكن يجبرنا على الحفظ، وإنما يجبرنا على الجلوس وتلاوة القرآن بشكل صحيح، ووقت الحفظ كان يقول “أنت حر”.. وواحد فينا بس رحمة الله عليه، محمد هو الذي حفظ القرآن في حياة والدي، ومنحه لقب الشيخ محمد، ولم يكن ينادى عليه بمحمد مطلقا، وإنما يا شيخ محمد.. وباقى الأبناء كان الحفظ ثقيلًا علينا؛ لأن معظمنا لم يكن تعليمه أزهريًّا.

> كيف كانت رحلتك التعليمية؟
تخرجت في كلية الآداب قسم اللغات الشرقية، وبعد ذلك دخلت الأوقاف عام 2003، وبحثت عن مسجد للقراءة فيه إلى أن قرأت في مسجد سيدى “حسن الأنور”، وسألت الإمام: هل عندكم أحد بيقرأ هنا؟ فقال: نعم، وسألني: إنت مين؟ فعرفته بنفسي.. فقال لي: بصراحة القارئ عندنا اسمه صلاح الجمل، ومنذ 4 سنوات لا يأتي، فقلت له: أنا عاوز أكون قارئ السورة عندكم هنا، هل هناك مانع؟ فقال: لا، وذهبت إلى إدارة شئون القرآن، وسجلت نفسى في المسجد لمدة 3 سنوات، وبعد ذلك ذهبت إلى مسجد الإمام الشافعى الذي كان يقرأ فيه الوالد.

> هجرت القرآن بعد وفاة الوالد فلماذا؟
القرآن كان يعنى لديَّ “عبد الباسط”، ومات عبد الباسط.. أنا تركت القرآن نهائيًّا، حتى كنت لا أطيق سماع الصوت بعد وفاته، وكنت أغلقه على الفور؛ لأنى كنت متعلقًا به جدا.. واشتغلت أكثر من سنة في مجال البيزنس والتجارة والتوريدات، حتى وجدت نفسى غير مرتاح، وذهبت لأداء عمرة، وكنت مترددًا فيها، ولكن ذهبت وأول مرة شفت فيها الكعبة قلت: يا رب أحفظ القرآن، وأنا عارف أنه مش هايحصل، ولكن رجعت من العمرة ومسكت المصحف حتى حفظت القرآن الكريم كاملا.

> كيف استعدت مسجد والدك الذي كان يقرأ فيه سورة الجمعة؟
عدت لقراءة سورة الجمعة بمسجد الإمام الشافعى بعد 13 عاما، كنت فيها بمسجد حسن الأنور، وحينما خرج الشيخ محمود صديق المنشاوى بسبب وعكة صحية، استأذنت عائلة المنشاوى فقالوا لي: “ده مسجد أبوك ورجعت لقراءة سورة الجمعة فيه من جديد”.

> هل تسبب تقليدك لوالدك في بعض المشكلات؟
مُنعت من دخول الإذاعة بسبب تقليدى لوالدي، وطلبوا منى تغيير أسلوبي، فقلت لهم: “أنا مش عاوز الإذاعة.. والحمد لله أنا سافرت إنجلترا 21 مرة، وأمريكا 11 مرة، وهولندا وباكستان والجزائر والسعودية وإيطاليا أكثر من مرة”.


الحوار منقول عن بتصرف النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية