رئيس التحرير
عصام كامل

ما بعد الانتخابات الرئاسية (3)


لا يزال الحديث مستمرًا حول التعليم في مصر، وذلك لأهميته القصوى في بناء الدولة وتقدمها، فضلا عن ضرورته في مواجهة التحديات الكثيرة التي ألقت بظلالها السلبية على مصر، خاصة في السنوات الأخيرة.. ولا شك أن أولادنا في المدارس يمثلون حجر الزاوية في هذا البناء، الأمر الذي يتطلب منا اهتماما وتركيزا حتى يكونوا قادرين في المستقبل على القيام بدورهم على النحو المأمول..


يجب أن يتمحور التعليم حول مجموعة من العوامل الأساسية التي تعمل على تنمية العقول، القدرة على التفكير، وضوح الرؤية، صقل المواهب، التحفيز على الابتكار والإبداع، شحذ الهمم، قوة الإرادة، تحديد الهدف (القريب والبعيد)، أهمية التعاون، الصدق، الصراحة، الأمانة.. إلخ.. ومن أهم هذه العوامل:

١) اعتماد المناقشة بين المدرس والتلاميذ كسبيل للتعلم، بحيث يمكن التوصل في النهاية إلى نتائج واضحة ومحددة.

٢) صياغة المنهج؛ سواء كان رياضيات، أو مواد اجتماعية (تاريخ وجغرافيا)، أو علوم (كيمياء، فيزياء، وأحياء)، أو لغات (عربية وأجنبية)، وغيرها، على هيئة قصص وحكايات معدة إعدادا مميزا.

٣) إقامة رحلات بين الحين والآخر لتلاميذ هذا الفصل أو ذاك إلى الأماكن ذات المعالم (وما أكثرها) في المحافظات المختلفة، ومنها الآثار والمتاحف والمصانع والحدائق والمنتزهات العامة، ويتم أثناءها تناول العناصر المهمة للمنهج.

(4) وأخيرا يمكن أن تلعب شرائط "الفيديو" المعدة بشكل جيد ومتقن دورا فاعلا ومؤثرا في هذا الصدد.. وكما هو معلوم، ليست العبرة بالكم، إنما بالكيف.. ومن المؤكد أن هذه الشرائط والأجهزة المرتبطة بها تتطلب أموالا كثيرة، لكن - كما يقال - لا بد مما ليس منه بد.

ثمة أمر آخر أيضا على قدر كبير من الأهمية، وهو أن يكون هناك ارتباط وثيق وتواصل مستمر ودائم بين أسر التلاميذ والمدرسة، واللقاء مع مدرسيهم بشكل شبه أسبوعي، حتى يقف الآباء والأمهات على ما تقوم به المدرسة من ناحية، وما هو واجب عليها من ناحية أخرى.. من الضروري أن تعرف الأسر ما يجري، وهل هناك مشكلات لدى أولادها تستدعي التعاون بين الطرفين لحلها، وهكذا..

من الأمور المهمة كذلك، ضبط العلاقة بين نظار ومديري المدارس وبين المدرسين، بحيث تكون على أفضل ما يكون، فلا نفاجأ - كما يحدث كثيرا للأسف - بمحاسبة الطرف الأول للطرف الثاني أمام التلاميذ، وقد يصل الأمر إلى توبيخ المدرسين والنيل منهم بطرق فجة وسيئة، الأمر الذي يهدم المثل والنموذج الذي يجب أن يراه ويقتدي به التلاميذ.
الجريدة الرسمية