رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا لم تنقذ مخرات السيول القاهرة من الغرق؟.. العاصمة تعتمد على 4 مجاري مائية فقط لحمايتها.. التجمع الخامس و6 أكتوبر خارج حسابات الدولة.. و400 مليون جنيه للاستفادة من «منحة السماء»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في عام 2015 وبعد كارثة قرية «عفونة» التي غرقت من المياه بسبب الأمطار، أعلنت وزارة الري تخصيص 400 مليون جنيه من أجل تطهير مخرات السيول لحماية المواطنين من أي ضرر، والاستفادة من مياه الأمطار في ظل الأزمة المائية التي تعيشها المحروسة.


بدء العمل
وبالفعل في نهاية عام 2015 تم وضع خريطة للعمل وكانت البداية في سيناء حيث وادي وتير، الذي أقيم فيه أكثر من سد ترابي ومخر لاحتجاز مياه السيول، وكانت نتائج ذلك طيبة إذ إن تلك المخرات استطاعت الصمود خلال العامين الماضيين وكان أبرز شواهد ذلك خلال الساعات الماضية، حين تعرضت البلاد لموجة من الأمطار لكن استطاعت مدن سيناء الثبات ولم تشهد أي خسائر.

العاصمة
وكانت المشكلة أو ربما الصدمة الحقيقية للمواطنين هي غرق العاصمة نفسها، فمدينة مثل القاهرة الجديدة، وتحديدا في التجمع الخامس «غرقت» بالمعنى الحرفي للكلمة وباتت السيارات تسبح في المياه، ما دفع سكان المدينة الراقية إلى الاستغاثة بالمسئولين الذين برروا ما حدث بتصريحات واهية زادت من الطين بلة.

لكن هذا الغرق يطرح تساؤلا وأين مخرات السيول في القاهرة، ففي أبجدية أي دولة فإن العاصمة هي قبلة الاهتمام الأولى، لكن ذلك لم يحدث في القاهرة التي لا تحتوي إلا 4 مخرات سيول فقط.

المخرات الأربعة
وبحسب خريطة المخرات فإن أكبر مَخر في القاهرة هو مخر سيل حدائق حلوان الذي يعد الأقدم، ويمتد من وادي حوف وحدائق حلوان وينتهي بالمعصرة، أما الثاني فهو مخر سيل طرة الممتد من طرة مرورا بمنطقة دجلة بالمعادي ويصب في النيل، والثالث مخر سيل كفر العلو، وهو يقع في الجيل في المنطقة الصحراوية بحلوان، أما الرابع فيقع في منطقة التبين.

كفاءة المخرات
تلك المخرات بحسب مصادر مسئولة داخل وزارة الري تعمل بنسبة كفاءة لا تزيد على الـ50% وذلك يعود إلى عدة أسباب لعل أولها تعامل المواطنين مع تلك المخرات كمقالب قمامة ما يؤثر على كفاءتها، بجانب قدم بعض المخرات ما يجعل تحديثها أمرا صعبا.

الأمر لا يخلو أيضًا من فساد، وهذا ما دفع هيئة الرقابة الإدارية إلى شن حملات في بعض المحافظات في موسم الشتاء الماضي للتأكد من جاهزية المخرات لأي أمطار، لكن في القاهرة فإن الخبراء أكدوا أن 4 مخرات فقط لا تنقذ العاصمة، خاصة أنها تتمدد وبها مناطق معرضة لسيول مثل التجمع الخامس والسادس من أكتوبر لأنها مناطق شبه صحراوية.
الجريدة الرسمية