رئيس التحرير
عصام كامل

«باحث الزقازيق» بعد لقائه بوزير الأوقاف: «كان والدي في حديثه معي»

فيتو

كشف "وجدى عبدالقادر" باحث رسالة الماجستير التي رفضها وزير الأوقاف، تفاصيل لقائه بالدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بمكتبه بالقاهرة.


وقال "عبد القادر" لـ"فيتو" إن الوزير استقبله بترحاب شديد وكان برفقته لجنة المناقشة والحكم المكونة من الدكتور صابر عبد الدايم عميد كلية اللغة العربية الأسبق بجامعة الأزهر، والدكتورة هدى درويش أستاذ ورئيس قسم الأديان، وعقد اللقاء في مناخ يسوده الود والتفاهم وتوضيح بعض النقاط الخاطئة في الرسالة.

وأضاف أن الوزير كان بمنزلة والده في حديثه معه وأن ما حدث ما كان إلا غيرة على الوطن وحرصه على المصلحة العامة ومستقبلي العلمى، منتقدا في النهاية وسائل الإعلام الموالية للجماعة الإرهابية التي دائما ما تصطاد في الماء العكِر لخدمة أهدافها.

وكان الباحث تسبب في غضب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خلال مناقشته لرسالته بمعهد الدراسات والبحوث الأسيوية بجامعة الزقازيق، عقب ذكر الباحث عبارة: «أخطر الأصنام الجديدة هي الوطن، وأن إلباسه للدين بمثابة الكفن»، فوصف الوزير صاحب الرسالة بالغباء والجهل؛ كونه بهذه العبارة يخدم أكاذيب الإخوان.

وأوضحت الدكتورة "هدى درويش" في تصريحات خاصة لـ«فيتو»: أن رسالة الباحث التي تعرضت للانتقاد من جانب وزير الأوقاف، تم إرسالها له قبل مناقشتها بنحو شهر تقريبا، مضيفة: "المناقشون اطلعوا عليها، وأعدوا عنها تقريرا، ويحق له بعد ذلك قبول أو رفض حضور المناقشة".

وأكدت: عبارة «أخطر الأصنام الجديدة هي الوطن، وأن إلباسه للدين بمثابة الكفن» التي استفزت الوزير، هو بيت شعري مترجم عن الشاعر والسياسي والمفكر الإسلامي "محمد إقبال"، والملقب بشاعر الشرق، وفيلسوف الإنسانية، وكان يقصد بها بلاده وقتئذ، وليس مصر، وأشارت إلى أن الباحث مجرد ناقل للترجمة فقط، وكان المفروض أن يتغاضى عن عدم ذكر هذه الجملة، التي تسببت في أزمة كبيرة، قائلة: "غيرة الدكتور مختار جمعة على وطنه، وحبه الشديد له، أخرجه عن شعوره، وله عذره تماما".

وعن الأخطاء اللغوية التي تضمنت الرسالة، وبلغت نحو 162 خطأ لغويا، قالت: "إن الأخطاء بالنسبة لرسائل أخرى تم مناقشتها من قبل لمعظم الباحثين في مختلف الجامعات ضئيلة جدا، حيث توجد بعض الحالات التي تتعدى الأخطاء بها بالآلاف". بحسب قولها. مشيرة إلى أن الدكتور صابر عبد الدايم هو من اختار الوزير كمناقش للرسالة.

ومن جانبه، أوضح الدكتور صابر عبد الدايم عميد كلية اللغة العربية الأسبق، أن الأخطاء التي وردت في الرسالة طبيعية جدا، وتحدث دائما بسبب الطباعة، مضيفا: أن الشاعر صاحب البيت الشعري كان يقصد بلده باكستان في القرن الماضي، ولا علاقة له بنا
من قريب أو بعيد، والوزير نصحه بالابتعاد عن الشبهات عند مناقشة تلك النوعية من رسائل الماجستير.

وتابع: الإعلام تناول الموضوع بشكل مبالغ فيه، وأنه بمجرد تصويب الباحث للأخطاء، سيتم قبولها بتقدير جيد.

فيما دافع وزير الأوقاف عن وجهة نظره قائلا: "إن حماية الوطن يجب أن يكون شيئا راسخا في عقول المواطنين ورسالة باحث جامعة الزقازيق كان بها بعض السطور الملغمة وأنها استفزته لاحتوائها على فقرات تحمل تهديدا صريحا للأوطان والكفاح عن الأوطان يجب أن يكون فرض كفاية".

وتابع: "كان عندي هدف أسمى من الرسالة وهو تعليم الطالب وأن الرسالة العلمية عندما تخرج من جامعة حكومية فهي بمثابة توثيق وهنا يلتقط الإرهابيون مثل تلك الرسائل ويبدءون بتجنيد الشباب بها ويقولوا لهم هذا هو الفكر الصحيح الذي أشرف عليه أساتذة الجامعات"، مشيرا إلى أنه قرأ الرسالة أكثر من مرة ولكنه لم يرفضها لأنه كان يسعى إلى تعليم الطالب لأنى لو رفضتها فكان يمكن لآخرين مناقشتها وتمر بأفكارها مرور الكرام واتصلت بالطالب هاتفيا، وقلت له: أنت ابني وأخبرني بأنه يريد أن يتعلم وأنه بريء من الأفكار الإرهابية التي تناولها في رسالته التي تعود لأفكار سيد قطب".
الجريدة الرسمية