رئيس التحرير
عصام كامل

البوظة "عصير" الغلابة القاتل.. القليل منه يرطب والكثير يسكر.. ارتبط الاسم بشهور الصيف ورمضان.. الفقهاء يحرمونها لأنها من المسكرات.. فسادها يؤدى للتسمم

شراب البوظة الشعبى
شراب البوظة الشعبى - صورة أرشيفية

ارتبطت شراب البوظة الشعبى، بالعديد من حالات التسمم فى محافظات مصر المختلفة، والتى كان آخرها ما شهدته قرية جلبانة بمدينة القنطرة شرق بالإسماعيلية، مؤخرا حيث تسمم ما يزيد عن 100 شخص من أبناء القرية، بسبب تناولهم البوظة داخل سوق الأحد بالقرية. فلماذا ارتبطت البوظة بحالات التسمم ولماذا يشربها الفقراء فقط وكيف يتم تصنيع هذا المشروب المتهم؟ التفاصيل فى السطور التالية...

البوظة مشروب شعبى، عبارة عن دقيق أو شعير وسكر وماء يقلب الخليط على النار، ويضاف إليها الخميرة،ومنهم من يضع ماء الورد عليها ثم توضع فى الثلاجة فترة، لتشرب مثلجة أو تترك فتخمر وتصبح من المسكرات.

وتباع البوظة المصرية فى محلات العصير وعلى الكبارى والطرق والأسواق الشعبية، وهو ما يجعلها خارج سيطرة الأجهزة الصحية.. وتلقى إقبالا كبير من عامة الشعب، خاصة فى الصيف وشهر رمضان كباقى المشروبات المصرية، ولكنها كغيرها من الأطعمة دخلها الغش فقام البعض باستبدال الدقيق بالخبز الجاف بعد بله بالماء وتصفيته، وأحيانا يتسبب الحر الشديد فى فسادها فتسبب حالات قىء شديد وإسهال يصل أحيانا لتسمم إذا لم يجد المريض العناية الطبية اللازمة.

وتتشابه مكونات البوظة مع مشروبات عديدة مثل السوبيا والآيس كريم، ويختلف اسمها وطريقة تحضيرها من دولة لأخرى، وتعود قصة البوظة أو الآيس كريم باللهجة الشامى إلى أكثر من 3000 عام فى الصين، فقد كان أباطرة الصين هم أول من قاموا بعمل الآيس كريم من ثلوج الجبال بخلطها مع الفواكه المختلفة بالإضافة إلى النبيذ والعسل، وذلك لخلق طعم ممتع يناسب أوقات استرخائهم.

واختلف الفقهاء حول شراب البوظة، وحرمها كثير منهم، فعلى الرغم من أن البُوظة شراب يصنع من القمح، إلا أن شرب كمياتٍ منه يسكر، فهى خمر وإن سمّاها الناسُ بغير ذلك، وقد روى أحمد عن النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: "لَيَستَحِلَّنَّ طائفة مِن أُمَّتِى الخمرَ؛ يُسَمُّونها بغير اسمها"، وقد روى جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أن رجلا قَدِم من جَيشانَ-وجيشان من اليمن- فسأل رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم عن شَراب يشربونه بأرضهم من الذُّرة يقال له: المُزر، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: "أَوَمُسكِر هو؟ "قال: نعم، قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: "كل مسكر حرام، وإن عند الله عَهدا لَمَن يَشرَبُ المُسكِرَ أن يَسقِيَه مِن طِينة الخَبالِ"، قالوا: وما طينة الخبال؟ قال: "عَرقُ أَهلِ النارِ" أو: "عُصارة أَهل النار" رواه مسلم والنسائى.
وفى أغسطس 2008 أصيب 100 شخص من قرية أولاد سالم بحرى بمركز دار السلام بمحافظة سوهاج المصرية بحالات تسمم عقب تناولهم شراب "بوظة" مع وجبة الإفطار أول أيام رمضان. 
و فى يوليو 2010 أصيب 45 شخصا من عدة قرى بمركز دارالسلام بمحافظة سوهاج بحالات إعياء شديدة وتسمم عقب تناولهم شراب بوظة فاسد من أحد الباعة المتجولين بسوق المدينة.
الجريدة الرسمية