رئيس التحرير
عصام كامل

"فرويد".. الرجل الذى وضع علم الجنس بقلم عبد العظيم أنيس

سيجموند فرويد
سيجموند فرويد

فى الذكرى الـ١٥٧ لميلاد عالم النفس الشهير، سيجموند فرويد، تقدم "فيتو" مقالًا كتبه الكاتب عبدالعظيم أنيس، ونشر بمجلة "روزاليوسف" يوم ٧ مايوم ١٩٥٦ يقول فيها:

"لو سئل الناس بما يرتبط اسم فرويد فى أذهانهم لأجابوا على الفور المسألة الجنسية، ولهم كل الحق فى هذا الجواب، فالقاعدة الأساسية فى أفكار فرويد هى أن العامل الجنسى هو القوة الدامغة الأساسية لتصرفات الأفراد".

حين خرج "فرويد" بأفكاره هذه على الناس حاول بعض الناس أن يسيئوا إليه متسترين وراء الدين والعادات والتقاليد، ولكن أحدًا من هؤلاء لم ينجح فى تلويث سمعة فرويد، فهذا الرجل مخترع عقدة أوديب المؤمن بأن كل الصبية يهيمون جنسيًا بأمهاتهم ويودون قتل آبائهم، كان مثالًا للتواضع والثقافة الواسعة وكان زوجًا وفيًا وأبًا مثاليًا لأطفاله الستة.

ولد سيجموند فرويد فى ٦ مايو ١٨٥٦ من عائلة يهودية محافظة، درس الطب خاصة دراسة الاضطرابات الشعورية، وفى باريس درس علم النفس المرضى، وكان شغوفًا بالتنويم المغناطيسى فى علاج الهيستيريا.

اقتنع "فرويد" أن أصل كل المتاعب هى العامل الجنسى، لكن رغم حماس المحللين النفسيين، فليس هناك إلى اليوم برهان على أن هذه الطريقة تشفى أى مرض مستعصٍ بل إن من المؤكد أن التحليل النفسى اليوم هو لعلاج نوع معين من الأفراد وهم الذين يملكون المال والوقت الكافى أما عامة الشعب فهى لا تلجأ إلى هذه الحلول لأنها لا تملك المال.

ومن المؤكد أن نظرية فرويد فى التناقض بين النزعات الجنسية والعدوانية من ناحية وبين الضمير من ناحية أخرى ليست أمرًا جديدًا بل هى موجودة فى التوراة، أما تحليل فرويد للأحلام ورؤيتها فهو أمر قديم.

وقد استخدمت كل هذه الأفكار فى أمريكا بشكل رجعى همجى بمدارس التحليل النفسى، حيث كل ساخط على الأوضاع أنه فى حاجة إلى علاج نفسى، وأن نقطة الضعف الأساسية فى فرويد أنه اتخذ من دراسة نفسه وطفولته قاعدة للتعميم والوصول إلى قوانين عامة، ومع ذلك فنحن مدينون إلى فرويد.

وقال فرويد عن الحركة التى بدأها: "أستطيع أن أقول إننى قد صنعت كثيرا من البدايات وأخرجت كثيرا من المقترحات، وربما أدى كل هذا إلى شىء فى المستقبل، ولكنى لا أستطيع أن أقول إن كان هذا الشىء كبيرًا أو صغيرًا".
الجريدة الرسمية