رئيس التحرير
عصام كامل

السفير معصوم مرزوق: تجربة «حزب الرئيس» فاشلة وكارثية والظهير الشعبي خير وأبقى

فيتو

  • الدستور لم ينص على ضرورة وجود ظهير حزبي للرئيس

رفض السفير معصوم مرزوق، نائب رئيس حزب تيار الكرامة، الأصوات التي تنادي بضرورة وجود حزب للرئيس؛ ليكون ظهيرا سياسيا، يستطيع من خلاله التواصل مع القيادات الشعبية.

وأكد في حوار خاص لـ«فيتو» أن الرئيس من المفترض أن يكون معبرا عن كل المصريين، وليس معبرا فقط عن حزب سياسي معين.
وأشار معصوم مرزوق، إلى أن هناك العديد من الأحزاب الكارتونية التي لا يوجد لها أي تمثيل على أرض الواقع، وإلى نص الحوار:


* في البداية.. كيف ترى فكرة وجود حزب للرئيس ليكون ظهيرا شعبيا له؟
- هذه الفكرة ليست جيدة وغير مطلوبة في الوقت الحالي؛ لأن الرئيس من المفترض أن يكون معبرا عن الشعب المصري بأكمله وليس معبرا عن حزب لا يتجاوز أعضاؤه عدة آلاف.

* لكن هناك بعض الأصوات التي نادت بهذا، وكان آخرهم الدكتور علي الدين هلال الذي يرى ضرورة وجود حزب للرئيس.
- أنا أرفض هذه الدعوة، وهي وجهة نظره، وليس مطلوبا أن يكون لرئيس الجمهورية حزب سياسي، لأنه مفترض أن يكون ناطقا باسم الشعب المصري بالكامل.

* من بين دفوع من ينادون بوجود حزب للرئيس أنه من الناحية الدستورية لا يوجد ما يمنع؟
- الدستور لم يتطرق مطلقا في أن يكون رئيس الجمهورية منتميا لأي حزب سياسي، لكن ما جاء في هذا الشأن هو اختيار رئيس مجلس الوزراء الذي يشكل الحكومة، عن طريق حزب الأغلبية الحائز على أكبر عدد من مقاعد مجلس النواب، ومن هنا يكون ضرورة وجود الحزب السياسي، كما أن في حالة عدم وجود أغلبية برلمانية من حزب معين يكون الأمر في يد الائتلاف الأكبر داخل المجلس، وهو الوضع القائم حاليا في البرلمان الحالي. 

* لكن رؤساء الجمهورية السابقين كانوا منتمين لأحزاب سياسية.
- وماذا في ذلك، علما بأن الدستور ينص على ضرورة أن يتخلى رئيس الجمهورية عن الحزب بعد انتخابه مباشرة.

* وهل التجارب السابقة سبب في موقفك الرافض لوجود حزب لرئيس الجمهورية؟
- بالفعل تجارب مصر السابقة في وجود رئيس الجمهورية على رأس الحزب السياسي الحاكم لا جدوى منها، ولم يثبت نجاحها، كما أن هذه الأحزاب لم تنجح في تقديم أي مساعدة للرئيس في الأزمات التي تتعرض لها البلاد، والرئيس كما ذكرت هو المعبر عن أبناء الوطن بالكامل، وليس عن أعضاء حزبه فقط.

* وهل هذه العيوب تقع على الأحزاب نفسها؟
- للأسف أغلب الأحزاب في مصر كارتونية ولم تنجح في إيجاد رئيس للجمهورية، ولا يوجد حزب قادر على الدفع بمرشح يستطيع المنافسة الحقيقية في الانتخابات الرئاسية.

* وهل تغول رجال الأعمال في الأحزاب سبب في فشلها؟
- كل مواطن له الحق في الانتماء للحزب السياسي الذي يتوافق مع مبادئه وتوجهاته، لكن وجود رجال الأعمال داخل الأحزاب ليس له شأن في اختيار المرشحين لرئاسة الجمهورية، ووجود رجال الأعمال في الأحزاب السياسية لا يؤثر مطلقا في أن يكون هناك حزب للرئيس من عدمه.

* وما البديل عن الظهير السياسي للرئيس بما أنك ترفض وجود حزب سياسي لرئيس الجمهورية؟
- وفقا للدستور؛ رئيس الجمهورية معبر عن كل المصريين، وليس بالضرورة أن يكون من حزب سياسي، والدليل على ذلك أن لكل مواطن الحق في الترشح للانتخابات الرئاسية طالما توافرت فيه الشروط التي أقرها الدستور، ولم يقتصر الأمر مطلقا على المنتمين للأحزاب في الترشح، لذلك فإن الظهير السياسي للرئيس يكون من خلال الدستور الذي يقر بالانتخابات، وفي النهاية يكون الظهير الشعبي هو الحل في شرعية أي رئيس.

* معنى ذلك أنك ترى أن الظهير الشعبي للرئيس هو البديل عن الحزب السياسي؟
- الظهير الشعبي يأتي من خلال ما نص عليه الدستور في إجراء انتخابات حرة ونزيهة، ومن ينجح يكون له وضع دستوري وظهير شعبي.

* وهل ذلك أفضل من وجود حزب سياسي؟
- بالطبع الظهير الشعبي أقوى بكثير من أن يكون لرئيس الجمهورية حزب سياسي، خاصة أن الأحزاب السياسية الموجودة حاليا ليس لها قدرة على الحشد السياسي، كما أنه ليس لها ظهير سياسي على أرض الواقع، بسبب فقدان ثقة المواطنين في كثير من الأحزاب السياسية القائمة.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية