الجامعة العربية.. والدور المشبوه!
إن أمر الدكتور نبيل العربي الذي يسمي بأمين عام الجامعة العربية، يدعو إلي الحيرة والعجب!، فالرجل، وكلنا يتذكر ذلك، قد أحسن وأصاب عندما كان لعدة أشهر يشغل منصب وزير خارجية مصر..
أما بعد أن ترك المنصب وانتقل إلي جامعة الدول العربية تغير ألف درجة في سلم الأولويات العربية، والثابت أنه قد باع جامعة الدول العربية إلي قطر، بحيث بات الكثيرون يعتبرونه موظفا لدي الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر، وأن هذا الأخير هو بالفعل أمين عام جامعة الدول العربية.
ويمكن أن نسامح للرجل أخطاءه السياسية مع أنها قاتلة وموقفه مع سوريا مشين، ولقد فضحه بالفعل الأخضر الإبراهيمي عندما شعر أنه لا يشرفه أن يكون ممثلا عربيا ودوليا للأزمة السورية، فطلب من بان كى مون أن يكون محللا دوليا وليس عربيا لأن جامعة الدول العربية أصبحت مثيرة للقلاقل في سوريا والعراق والأردن، وهو لا يريد أن يرفع فاتورة حساب قذرة لم يشارك في صفها!..
أما أغرب شيء هو أن يتصرف مع رئيس وزراء قطر وكأنهما يمثلان كل العرب دون أن يسأل أيهما أو يبحث عن رأي العرب فعلا وليس أدل علي ذلك من قيام هذين الرجلين نيابة عن الفلسطينيين بالموافقة علي الاقتراح الأمريكي المشبوه والخاص بمبادلة الأرض بين الفلسطينين وإسرائيل دون أن يسألا الفلسطينين عن رأيهم في هذا الاقتراح الأمريكي!..
أعجب ما سوف يذكره التاريخ لهذا الرجل، نبيل العربي، أنه باع فلسطين وأرضها إلي إسرائيل، وأنه جامل صديقه بن جاسم علي حساب الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني.
ولا نعرف علي وجه الدقة، ماذا سيبيع الرجل في الأيام القليلة القادمة، الغريب أنه يتصرف وكأنه يملك كل أرض العرب.. ويعطيها لمن يشاء وقتما يشاء حتي أجل أن يبقي في مقعده لأطول مدة ممكنة ومن أجل حفنة دولارات تشبع عليه بها قطر وبعض الدول الخليجية، ولا شك سيذكر التاريخ أن أخطر مرحلة تعيشها جامعة الدول العربية هي المرحلة التي تتحدث فيها الجامعة باسم الفلسطينيين وتنسي أن حماس وفتح قد عارضتا هذا القول بمبادلة الأراضي مع العدو الإسرائيلي!..
باختصار.. لم نكن في حاجة إلي سكب مزيد من الزيت علي النار فحق الشعب الفلسطيني المشروع معروف، ومهما طال الحوار فلا يعطي ذلك مبررا لكي تتنازل الجامعة عنه خصوصا أن الشعب الفلسطيني قد انتفض معارضا، ناهيك عن أن إسرائيل معلوم عنها أنها تتحدث عن السلام لكن لن تفعله.
فالديمقراطية هناك هي التي جعلت نتنياهو يطلب مهلة لعمل استفتاء شعبي.. أما عندنا فقد اختزل نبيل العربي شعوب العرب وأعطي برفقة الشيخ جاسم الموافقة علي التنازل الفلسطيني ضاربا عرض الحائط بمعارضة الجانب الفلسطيني.. لايخفى أن إسرائىل وراء هدم الجامعة العربية وإقامة جامعة شرق أوسطية تكون لإسرائيل فيها اليد الطولي!..
ولاشك أننا نقترب من هذا التصور.. والفضل كله يعود للسيد نبيل العربي الذى انتهك عرض الجامعة ومزق القومية العربية وباع نفسه بحفنة من الدولارات وبالمقعد، كأنه خيال المآتة.. يجلس فيه ولا يجلس!..
أهل فلسطين هم الأولي بأن نسألهم عن تقرير مصيرهم وليس من حق أحد كائنا من كان، أن يقرر مصير شعب له أفراد وقياداته المعارضة.
