رئيس التحرير
عصام كامل

صالح جودت يكتب: الخبز المثلج

فيتو

في مجلة المصور عام 1954 كتب الشاعر الأديب صالح جودت مقالا قال فيه:


كل شيء يبدو معقولا عندما تثلجه إلا الخبز الذي نحرص دائما على شرائه طازجا، لكن الخبز المثلج آخر بدعة أمريكية.. ذلك أن أحد كبار الخبازين في نيويورك هو "دين أرنولد" الذي قرأ ذات يوم كتابا ألفه المستكشف المشهور الأميرال "بيرد" عن جولاته في المنطقة المتجمدة الجنوبية حيث قال بيرد:

إنه ذهب مرة إلى هذه المنطقة فنصب أكواخه ونظمها لكن قسوة البرد أكرهته على العودة.. فترك كل شيء وعاد، وبعد أربع سنوات أراد أن يعيد الكرة فعاد وأزاح الثلوج عن الأكواخ التي تركها في المرة السابقة، فوجد كل شيء على حاله لم يمسسه سوء، ووجد بين الأطعمة التي كانت قد تركها رغيف من الخبز لا يزال محتفظا بلونه ورونقه، لولا أنه تجمد.

قام بتسخينه قليلا ثم تذوقه فإذا هو كأي رغيف خبز طازج خارج من الفرن لساعته وحينما قرأ الخباز دين أرنولد هذه الحكاية التي وقعت منذ عشرين عاما بدأ يقوم بتجارِبه بتثليج الخبز حتى يمكن الاحتفاظ به فترات طويلة.

وقد كللت هذه التجارِب بالنجاح وأصبحت مخابز أرنولد تشتهر بإنتاج الخبز المثلج والكعك المثلج والفطائر المثلجة، وأصبح هناك محال في أمريكا تبيعه إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية.

كبرت تجارة أرنولد حتى أصبحت شركة مساهمة وعين دين رئيسا لمجلس إدارتها حيث استخدم الخبز المثلج لإغاثة اللاجئين في ألمانيا الغربية القادمين إليها من ألمانيا الشرقية.
الجريدة الرسمية