رئيس التحرير
عصام كامل

جلال الدين الحمامصى يكتب: دعائم الحرية

جلال الدين الحمامصى
جلال الدين الحمامصى

في عموده دخان في الهواء بجريدة الأخبار بعد انتهاء احداث 18 و19 يناير1977 اختار جلال الدين الحمامصى أن يواجه عاصفة النفاق بالدعوة إلى الحرية والديمقراطية فكتب تحت عنوان (اثنان مدينون للحرية بإنفاذ مصر من فتنة التخريب) الأخيرة فقال:


لو أن الحرية كانت غائبة في اجازة مفتوحة كما كان الوضع في الماضى القريب، ولو أن الشعب كان ما زال تائها في بحر احزانه محروما من الكلمة الصادقة الناطقة بحقيقة الامة يقرؤها صفحات الصحف صباح كل يوم.

ولو أن الجماهير الكادحة لم تنجح في اختيار ممثلها داخل مجلس الشعب ينطقون بما تنوء به، ولو أن أجهزة الإعلام الرسمية لم تشارك في طرح آلام الشعب في ندوات تليفزيونية مفتوحة وحوار حر لا تدخل فيه لرقيب.

لو أن كل هذا الجو الديمقراطى الصحى كان غائبا وترك الشعب يتصور أنه يعيش كل هذه الالام والمحن وحيدا لحققت مؤامرة التخريب الأخيرة اهدافها الاجرامية وكانت مصر اليوم خرابا.

لكن اراد الله أن يجنب مصر ـــ أرض الكنانة ـــــ كل هذه المحن فأعاد إلى شعبها في الوقت المناسب الحرية التي أقام بها جدارا قويا يقوم على دعائم متينة من الثقة والإيمان..

لهذا كله وقف الشعب من المخربين والعملاء في الفتنة الأخيرة موقف الصابر الملتزم بإيمانه القوى وموقف المستنكر لكل محاولة تخريب وتدمير وكان لهذا الموقف اثر كبير في فشل محاولة التخريب والتحريض.

صحيح أن الشعب خرج جريحا لكن الجو الديمقراطى الصحى ساعد على المبادرة في تطهير الجرح دون أن تلوثه الجراثيم التي تقوده إلى الهلاك.

ولكى تحول دون تكرار هذه المأساة فلا بد من تحرك داخلى أكثر حرية مع الإصرار على المضى في ممارسة الديمقراطية ومطاردة جراثيم الفساد وسحقها في مكانها.

ثانيا أن تعلن الحكومة هي الأخرى سياسة التقشف حتى لا يشعر الشعب أنه ليس وحده الذي يعيش التقشف، وثالثا التمهيد للرضاء بالحلول الاقتصادية القاسية إلا مفر من البدء بها كمعبر إلى التحسن في مسارنا الاقتصادى.

رابعا مضاعفة الإنتاج وتحسين نوغيته حتى نتحول إلى دولة مصدرة.
الجريدة الرسمية