رئيس التحرير
عصام كامل

المؤشرات الوراثية تساعد على تحديد مخاطر مرض الانسداد الرئوي المزمن

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
18 حجم الخط

توصل الباحثون في دراسة طبية جديدة إلى أن الاختلافات الجينية في الرئتين يمكن أن تساعد في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الانسداد الرئوى المزمن، والذي غالبا ما يكون سببه التدخين والتلوث.


وأشارت الدراسة – الممولة من جانب"المعهد الوطني للقلب والرئة والدم" في ولاية "ميريلاند" والتي نشرت اليوم في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم- إلى أن العلماء كانوا يحاولون معرفة السبب في عدم تطور جميع المدخنين في مرض الانسداد الرئوي المزمن، ولكن العديد من غير المدخنين يفعلون ذلك.

وقال الدكتور "جيمس كيلى"، مدير شعبة أمراض الرئة في المعهد في بيان صحفي: "تثير الدراسة الحالية العديد من الأسئلة المثيرة للاهتمام للباحثين، لفهم - على وجه التحديد - لماذا هذه الجينات تؤثر على الإصابة بمرض الانسداد الرئوى المزمن، ومن ثم تطوير طرق جديدة تماما وأكثر فاعلية لمنع أو علاج هذا المرض.. مضيفا، أن الدراسة تشير إلى إمكانية استخدام التصوير المقطعي الحاسوبي، المتوافر على نطاق واسع، لقياس هياكل مجرى الهواء والتنبؤ بالأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض الرئة الناجمة عن التدخين".

ووفقا "لمركز الوقاية ومكافحة الأمراض" الأمريكي، قد تم تشخيص ما يقرب من 15 مليون شخص بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وهو مرض تصاعدي يجعل من الصعب التنفس.. وأوضح المركز أن أمراض الجهاز التنفسي المزمنة هي السبب الرئيسي الثالث للوفاة بعد أمراض القلب والسرطان في الولايات المتحدة بواقع 155،931 في عام 2016.

وكان الباحثون قد اعتقدوا في السابق، أن مرض الانسداد الرئوي المزمن قد يتطور في وقت لاحق من الحياة بسبب التعرض للدخان أو التدخين أو تلوث الهواء لفترات طويلة.. لكن، أشارت الدراسات الحديثة إلى أن كبار السن الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن عانوا من انخفاض في كفاءة وظائف الرئة في وقت مبكر من حياتهم، فيما ارتبط أيضا الانخفاض مع تقدم خطى الشيخوخة.

ووجد الباحثون - في الدراسة الحالية - أن مجرى الهواء المركزى في الرئتين، والذي يعتقد أنه تشكل في وقت مبكر من الحياة، ترتبط الإختلافات فيها بارتفاع مخاطر انتشار مرض الانسداد الرئوى المزمن بين كبار السن.

وقال الدكتور "بنيامين سميث"، أستاذ مساعد في المركز الطبي لجامعة "كولومبيا" الأمريكية: "من المثير للاهتمام، ارتباط واحدة من المتغيرات في مجرى الهواء مع الانسداد الرئوي المزمن بين المدخنين وغير المدخنين، والآخر كان مرتبطا مع مرض الانسداد الرئوي المزمن، ولكن فقط بين المدخنين".

ويقول الباحثون إن الدراسات المستقبلية ستتناول ما إذا كان التاريخ الوراثى يعد عاملا في الإصابة.. وحددت الدراسة وجود فروق مشتركة في مجرى الهواء تحدث داخل الأسر وترتبط بمرض الانسداد الرئوي المزمن بين غير المدخنين.. ويبحث فريق البحث في ما إذا كان هناك أساس لهذه الفروق جينيا أم لا.. وأضاف: "إذا ثبت ذلك، فإنه سيمثل آلية جديدة لمرض الانسداد الرئوي المزمن بين غير المدخنين".
الجريدة الرسمية