رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

انتفاضة القدس تنطلق من القاهرة

القدس المحتلة
القدس المحتلة

فور إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن نيته في نقل سفارة واشنطن للقدس وإعلان مدينة القدس الفلسطينية عاصمة للكيان الصهيوني خرجت العديد من الدول بالتنديد والتحذير من اتخاذ هذا القرار غير المدروس لما له من تأثير سلبي على المنطقة ككل فضلًا عن أن اتخاذ الإدارة الأمريكية هذا القرار يفقد واشنطن دورها كوسيط في التسوية السياسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفي الشرق الأوسط بشكل عام لكونها وسيطا غير نزيه.


عدد كبير من الدول العربية والإسلامية أصدرت العديد من البيانات الرافضة منها بيانات رسمية غير منسوبة إلى مصدر محدد داخل وزارة الخارجية لكن كان لمصر دور مشرف في إعلان رفضها الصريح لقرار الرئيس الأمريكي منذ أن أجرى اتصالًا بالرئيس عبد الفتاح السيسي ليخبره بنيته في إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس.

مجلس الجامعة العربية
وتحتضن مصر اليوم، اجتماعا طارئا لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بناء على طلب من فلسطين والأردن، لمناقشة تبعات اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ووفق مذكرة لمندوب دولة فلسطين، سيناقش الاجتماع بحث التحركات العربية الواجبة إزاء التغير في الموقف الأمريكي الذي "يمس بمكانة القدس ووضعها القانوني والتاريخي".

واعتبرت المذكرة أن إعلان ترامب "خرق سافر للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة واتفاقية جنيف الرابعة".

وجاء طلب عقد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، استنادا للقرارات الصادرة عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة والوزاري في دوراته المتعاقبة.

لجنة مبادرة السلام
كما تحتضن القاهرة اليوم، اجتماع لجنة مبادرة السلام العربى قبيل عقد الجلسة العلنية للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في دورته غير العادية اليوم، ليتم الاتفاق على موقف عربي موحد تجاه قرار الإدارة الأمريكية باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة واشنطن من تل أبيب للقدس.

مؤتمر صحفي فلسطيني
كما تحتضن القاهرة عصر اليوم مؤتمرا صحفيا لوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي حول التطورات الأخيرة بمدينة القدس قبيل عقد لجنة مبادرة السلام العربي والاجتماع الوزاري لمجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية لاتخاذ قرار عربي تجاه نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس.

السيسي
وفيما يخص الرد المصري بشأن القدس كان واضحًا وأكد الرئيس السيسي عقب اتصال ترامب به على "الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة".

وشدد على "ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط".

كما أن السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، خرج على شاشات معظم القنوات الفضائية دون النظر لأي مواءمات سياسية وأكد أن مصر تبنت المصالحة الفلسطينية الفلسطينية لتوحيد الصف الفلسطيني من أجل عملية السلام والعمل على تنمية الأراضي الفلسطينية.

وقال "بسام راضي" إن الموقف المصري واضح وثابت تجاه القضية الفلسطينية منذ عشرات السنين، وإن قضية القدس تم الاتفاق عليها بأنها تقع في المرحلة النهائية من المفاوضات.

وأوضح "متحدث الرئاسة" أن مصر تتحرك من منطلق موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، خاصة أن المنطقة ليست في حاجة إلى المزيد من القلق وهو ما يتسبب فيه هذا القرار ويعمل على زيادة الأمور تعقيدًا.

الخارجية
ولم يقتصر إعلان مصر موقفها الرافض عند هذا الحد بل أصدرت وزارة الخارجية بيانا أعربت خلاله عن استنكارها لقرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارتها إليها، ورفضها لأية آثار مترتبة على ذلك.

وأكدت مصر أن اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفًا لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال وعدم جواز القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في المدينة.

وأشارت إلى العديد من قرارات الشرعية الدولية بشأن القدس، ومن أهمها قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967 الذي نص على الانسحاب من الأراضي التي احتلت في عام 1967 ومن ضمنها القدس، والقرار رقم 478 لعام 1980 بشأن رفض قرار الحكومة الإسرائيلية بضم القدس واعتبارها عاصمة أبدية لدولة إسرائيل.

كما أشارت إلى قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 بشأن عدم اعتراف المجلس بأي تغييرات تجريها إسرائيل على حدود عام 1967 ومن ضمنها القدس بغير طريق المفاوضات، فضلا عن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، التي تطالب جميعها بضرورة احترام الوضع القائم تاريخيا في القدس باعتبارها تمثل الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي.

وأعرب بيان وزارة الخارجية عن قلق مصر البالغ من التداعيات المحتملة لهذا القرار على استقرار المنطقة، لما ينطوي عليه من تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية نظرا للمكانة الروحية والثقافية والتاريخية الكبيرة لمدينة القدس في الوجدانين العربي والإسلامي، فضلا عن تأثيراته السلبية للغاية على مستقبل عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني، التي تأسست مرجعياتها على اعتبار أن مدينة القدس تعد إحدى قضايا الوضع النهائي التي سيتحدد مصيرها من خلال المفاوضات بين الأطراف المعنية.

كما نوه البيان إلى مخاطر تأثير هذا القرار على مستقبل عملية السلام، لا سيما الجهود المبذولة لاستئناف التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني، بهدف تحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

عملية السلام
وقبل هذا البيان بيومين وقبل اتخاذ الرئيس الأمريكي قراره بشكل رسمي كل لمصر موقف مشرف داخل أروقة جامعة الدول العربية وكانت مداخلة مندوب مصر الدائم بجامعة الدول العربية حاسمة وليس بها أي لبس وحذر السفير ياسر العطوي مندوب مصر الدائم بالجامعة العربية من اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب تؤثر على مسار التسوية بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني وتضع عقبات أمام عملية السلام.

وشدد العطوي على أن الوضع القانوني للقدس يقتضي توخي الحرص في التعامل مع هذا الملف الحساس نظرا لمكانة القدس لدى الفلسطينيين والشعوب العربية والإسلامية، داعيا إلى الحكمة في اتخاذ أي خطوات يمكنها تأجيج المنطقة.

وأكد العطوي أن مصر ستواصل جهودها لتحقيق حلم الشعب الفلسطيني المشروع في ترابه الوطني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وذلك أمام المحافل الدولية والتأكيد على حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية التي تبلور موقفا عربيا موحدا من عملية السلام وقضايا الحل النهائي.

وأشار إلى أن مصر تعمل على دفع جهود عملية السلام في الشرق الأوسط وهي شريك سياسي يعتمد عليه بفاعلية من أجل استئناف المفاوضات بهدف إحلال السلام العادل والشامل لفلسطين وشعبها، مشددا على أن السلام يشكل ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة والعالم وسيكون عاملا أساسيا لتحقيق التنمية ومحاربة الإرهاب والتطرف.
Advertisements
الجريدة الرسمية