رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«العرب فوق البركان».. السعودية تغرق في مستنقع «الأزمات» بفضل الأمريكان.. وترامب يستغل الأوضاع ويعلن القدس عاصمة لإسرائيل.. والقاهرة ترفض وضع سيناء ضمن «صفقة القرن»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

العالم العربي ليس بخير، الأمور جميعها تسير في طريق الأزمات والمؤامرات والصفقات أيضا، ويمكن القول إن شتاء العام الحالي سيكون الأكثر برودة على منطقة الشرق الأوسط، فسماء غالبية البلاد العربية ملبدة بـ«غيوم السياسة».


وفي ظل هذه الأزمات نجد المواطن العادي يعاني انعدام الرؤية بسبب «ضبابية الصورة»، وما يحدث في جنح الفجر داخل أروقة قصور الحكم، تختفي معالمه مع سطوع شمس نهار ديسمبر التي خالفت توقعات خبراء الأرصاد السياسية، واتسمت بالحرارة الحارقة مع الأيام الأولى لشهر زوال عام الريبة- 2017- في منطقة الشرق الأوسط.

تنتظر دول المنطقة مجتمعة - من الشرق إلى الغرب، أسبوعًا ملتهبًا سياسيًا لا أحد يعلم حتى الآن مدى خطورته على العواصم العربية مجتمعة، مع وجود رجل يقبع على رأس السلطة في أقصى الغرب- دونالد ترامب- يعتنق فكر اليمين المتطرف ويتمنى زوال العرب والمسلمين من فوق وجه البسيطة، للهيمنة على أرض الأنبياء لصالح محتل إسرائيلي فرضه الغرب علينا قبل 100 عام. 

ويستغل حالة تشرذم إقليمي لزرع نبتة شيطان تكفل العرب بسقايتها يوميا حتى صارت شجرة كبيرة تمتد فروعها إلى عواصم العرب تحت مسمى “السلام الدافئ والتطبيع”، ولولا شعوب المنطقة التي تنتظر الثأر للدم، لخرج علينا من يطالب بضم إسرائيل إلى الجامعة العربية بحكم الجوار لتصبح الدولة الـ23 بالقائمة.

قبل عقود انتفضت عواصم عربية ضد القاهرة ونقلت مقر هذه الجامعة إلى تونس بسبب اتفاقية سلام بعد حرب استمرت 6 أعوام، واعتبرت السادات، خائنًا للأمة العربية والإسلامية، اليوم وبعد 40 عاما من زيارة السادات الشهيرة المعلنة إلى الكنيست الإسرائيلي، تلاحقنا التقارير العبرية منذ شهر نوفمبر الماضي بتقارير مكثفة عن زيارات سرية لمسئولين عرب وصفقات تسليح وحديث فاضح عن تطبيع مجاني بدون التمسك حتى بحقوق شعب فلسطين.

القدس
المنطقة التي تم تهيئتها الآن، شهدت أمس حدثا جللا بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة واشنطن إلى القدس، وإعلان المدينة المقدسة عاصمة رسمية للاحتلال الإسرائيلي.

زاعما أن الإعلان "خطوة متأخرة جدا" من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاق دائم، بينما هو في الواقع يشعل حروبا لن تنتهي في الشرق الأوسط.

اختيار توقيت تسريب المعلومة ينم عن ذكاء شديد معتاد عن أبناء العم "سام"، في تعاملهم مع العرب، خصوصا أوقات الضعف نتيجة خلافات الأشقاء.

وقبل الحدث الجلل بيوم واحد فشل مجلس التعاون الخليجي بالكويت في إيجاد مخرج لأزمة الشقيقة المارقة قطر، التي استخدمت في تنفيذ المخطط بتبجح منقطع النظير، وقبلها تم تفخيخ لبنان بأزمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، بهدف تأهيله الرأي العام العربي لقصف “حزب الله”.

عودة مبارك
وبالتزامن مع ما يمكن وصفه بـ”أسبوع حرث الأرض” بدأت تخرج التقارير المشبوهة التي تشير إلى أن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، كان لديه استعداد للتنازل عن أجزاء في سيناء لصالح توطين الفلسطينيين، علاوة على محاولات تفخيخ المصالحة الفلسطينية، وقبلها تأزم مفاوضات سد النهضة مع الجانب الإثيوبي، إضافة إلى بدء هجمة إعلامية غربية منظمة ضد النظام المصري الحالي، بهدف تشويه صورته بمعايير مهنية مفضوحة تجاهلت مجزرة إرهابية في مسجد “الروضة” بسيناء، واستغلتها كمنصة صواريخ إعلامية تستهدف قصر الاتحادية.

ومع انطلاق أسبوع الحراك، انطلقت معارك اليمن التي خاضها الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ضد ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، التي استغلت هي الأخرى الظرف الإقليمي الراهن، وهدفت لتحويل صنعاء إلى حديقة خلفية جديدة لطهران في قلب المنطقة العربية.

لكن الاشتباكات الدائرة في اليمن فشلت في استعادة دولة منكوبة إلى سعادتها الصفة التي ظلت مرتبطة باسمها– اليمن السعيد-، وذلك بعد مقتل علي عبد الله صالح على يد الحوثيين.

لكن رغم مقتل الرئيس السابق ما زالت الأجواء تثير المخاوف من اختمار مشروع تحويلها إلى “منطقة حرب” الكل ضد الكل، لنفاجأ بعام دام في 2018 ينهي ما تبقى من أرض تم حرق السلم العام في ربوعها على يد عناصر تكفيرية اختلفت مسمياتها “داعش والإخوان والنصرة والقاعدة”.

سيناريو الحرب
الإطالة في السطور السابقة هدفت إلى وضع القارئ أمام صورة مكتملة للمشهد العربي المرتبك، لتمكينه من استيعاب سبب الخوف الآن من دفع المنطقة إلى حرب جماعية تتوفر أسبابها وتقرع طبولها عواصم غربية تنتظر الآن فقط سماع “بوق الحرب” تنطلق من أي عاصمة عربية ووقتها سوف ينفرط العقد وتحجب الطائرات الحربية أشعة الشمس عن العرب.

في 20 يناير المقبل ينقضي عام واحد فقط على دخول دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وفي مثل هذا الشهر شن “ترامب” على السعودية حربا إعلامية شعواء ووصفها بـ”البقرة الحلوب”، وطالب دول الخليج بالدفع مقابل الحماية العسكرية.

رجل الصفقات “ترامب” وضع المنطقة كلها على طاولة مقامرة، لتحقيق المزيد من المكاسب لبلاده، فالإدارة السابقة في عهد الديمقراطي باراك أوباما، حصدت مليارات محدودة من الدولارات نتاج فوضى الربيع العربي، وخلق تنظيم “داعش” الإرهابي، وسببت القاهرة ارتباكا للإدارة الأمريكية بإزاحة الإخوان من الصورة وأوقفت موجة زحف الحكم الإسلامي –السني – على المنطقة، تمهيدا لحرب طائفية مع إيران رأي الديمقراطيين الذهاب إليها دون عجلة.

على العكس من تحركات “أوباما” البطيئة اختار سلفه – ترامب- الإسراع نحو الحرب، وبعد الضغط على الرياض، اختارها وجهة أولى لزيارته في سابقة تاريخية لزعماء أمريكا، عقب زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وقتها إلى “واشنطن” رتبها جاريد كوشنر –يهودي متشدد- صهر ترامب ومستشاره.

منذ وصول الرئيس الأمريكي إلى السعودية، ودعوته إلى تشكيل تحالف عسكري إسلامي، شهد الأسبوع الماضي أيضا أول اجتماعاته الرسمية في الرياض، وبدأ الحديث عن ضرورة محاربة إيران.

أزمة الأمراء ولبنان
مع الأيام بدأت الترتيبات لإيقاع المملكة العربية السعودية في فخ الحرب واستنزاف مواردها، ونجحت إدارة ترامب في استغلال خلافات العائلة المالكة في السعودية – آل سعود- على خلفية تصعيد شأن الأمير الشاب ووضعه على كرسي ولاية العهد في مخالفة لقواعد البيعة وانتقال الحكم بين الإخوة.

في إطار تكبيل الرياض بهدف وضعها رهينة بيد القرار الأمريكي، واستغلالها في تمرير المشاريع الإقليمية وإجبارها على الدخول في تطبيع مجاني مع إسرائيل، نشبت أزمة أمراء الفساد، واعتقلت السلطات هناك عددا من الشخصيات المؤثرة في أجنحة العائلة المختلفة وخرج ترامب ليباركها بتبجح ويتهم أبناء العائلة بحلب أموال الدولة، مستخدما نفس المصطلحات التي فضل استخدامها في ديسمبر من العام 2016 عندما شبه المملكة بـ”البقرة الحلوب” مضيفا إذا انقطع حليبها يجب ذبحها.

إحكام القبضة الأمريكية على قصر اليمامة، بعد دخول الدم الأمريكي كالفيروس وسط شرايين العائلة المالكة، ساعدها في إملاء مطالبها المتعلقة بإيران بهدف محاصرتها إقليميا بعد فشل “ترامب” في التهرب من الاتفاق النووي مع طهران بسبب ضغوط الشركاء الغربيين في مجموعة «5+1».. وهو المطلب الذي عجزت أيضا تل أبيب عن تحقيقه عندما مارست كافة أشكال الضغط على إدارة أوباما.

“ترامب” الذي لم يخف وعوده إلى الاحتلال الإسرائيلي منذ إعلان ترشحه، مع فشله في إخراج واشنطن من الاتفاق النووي، أجاد استغلال ورقة الخلافات العقائدية بين الرياض وطهران، لنقل أوراق المنطقة إلى المملكة وانفجار أزمة استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، لمحاصرة– حزب الله- كبداية لمحاصرة أذرع إيران، ولم يبتعد مطلب نزع سلاح حركة “حماس” الفلسطينية من قائمة المطالب الموجهة إلى الرياض الأمر الذي تسبب في انسداد أفق المصالحة، بعدما فضلت القاهرة تأجيل حسم هذا الملف إلى ما بعد مؤتمر للسلام يحسم جميع الخلافات.

مواجهة طهران والرياض.
وفي مقال بعنوان “ترامب قد يدفع السعودية وإيران إلى الحرب”، نُشر في الموقع الإلكتروني لقناة “سي بي إس” الأمريكية الاقتصادية، في 7 نوفمبر الماضى، قال الكاتب الأمريكي جيك نوفاك، إن “أخبارًا شديدة الأهمية تتطاير من السعودية بوتيرة متسارعة، لكن خلاصة القول إن السعوديين يقتربون من حرب إقليمية أوسع، وقد تكون الولايات المتحدة هي التي ساعدتهم على الاقتراب من هذا الطريق”.

وبحسب “نوفاك”، فإن الأمير محمد بن سلمان كان معروفًا، حتى قبل تسلمه ولاية العهد، أنه “صقر معادٍ لإيران”، مشيرًا إلى تصريح للأخير قال فيه إن: “الحوار السلمي مع إيران أمر مستحيل”.

وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن هناك ثلاثة أمور تشير إلى وقوع الحرب، منذ زيارة محمد بن سلمان في مارس الماضي، لترامب، بالبيت الأبيض، “حيث أعلنا على الملأ أن إيران هي تهديد أمني إقليمي رئيسي في الشرق الأوسط”، والخطوة الثانية تمت بزيارة ترامب للرياض، في مايو الماضي، بعدما “أعطى الضوء الأخضر للسعوديين لاتخاذ خطوات جديدة لمكافحة الإرهاب بالشرق الأوسط، وعلى ما يبدو فإن تعاطف السعوديين مع الإرهاب يختص تحديدًا بالإرهاب والميليشيات المدعومة إيرانيًا” والخطوة الثالثة كانت بتنصيب محمد بن سلمان وليًا للعهد، بدلًا من ابن عمه، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، لتكون أرضية الحرب جاهزة في الشرق الأوسط.

وفي سياق تعليقه على هذا التصور، قال المحلل السياسي العراقي، رئيس مركز القرار السياسي للدراسات، هادي جلو مرعي لـ”فيتو”: الحرب بالوكالة قائمة أصلا ومنذ سنوات طويلة، وبدأت في عام 1980 حين وافق صدام حسين على القيام بحرب بالوكالة عن دول الخليج التي لم تكن مستعدة للحرب مع إيران لوقف تمددها الديني.

وأضاف: “بعد رحيل صدام حسين وتغيير معادلات الصراع وقيام ربيع الثورات العربية والدور الإيراني المتصاعد صارت حرب الوكالات تعتمد على المنظمات الدينية المذهبية والمجموعات المسلحة الموالية لهذا الطرف أو ذاك، مع دخول دول عربية وإقليمية ودول كبرى بعد تشابك في المصالح غير مسبوق وتزامن ذلك مع تصاعد حدة الخطاب الديني والطائفي، بينما تتشكل رويدا جبهات سياسية وعسكرية متضادة أبرزها التحالف الإسلامي بزعامة السعودية الذي يراد له أن يكون مصدرا لمواجهة إيران والقوى الشيعية المسلحة الحليفة لنظيراتها السنية التي تتمرد على الحكومات التقليدية، وهذا ما يجعل الصدام العسكري مرجحا، خاصة أن خارطة المنطقة يعاد رسمها من جديد مع رفض أمريكي إسرائيلي لتطورات الأحداث والنتائج التي ذهبت لصالح روسيا وإيران”.

الصدام عن بُعد
ورأى “هادي” أن الدول العربية حليفة للمملكة العربية السعودية، لكنها لن تنجر لهذه المعركة لأنها مستنزفة، فيما إيران دائما تتقدم بخطوات وأنشأت جيوشا– ميليشيات مسلحة- في المنطقة، بينما السعودية تمتلك المال والعلاقات مع الغرب وهي غير كافية لحسم المعركة بسبب سيطرة إيران وحلفائها على الأوضاع عسكريًا.

“هادي” لفت النظر إلى أمر آخر قد يهدئ من طبول الحرب التي تقرع، بالإشارة إلى أن “السعودية تبحث عن فرص للتخلص من أعباء الملف السوري واليمني وتداعيات مشاكلها مع قطر وتركيا وبعض إشكالات الداخل، بينما تبدو إيران في وضع غير جيد بسبب الضغط الأمريكي وحضورها في أكثر من ميدان، وربما يكون الاستمرار في إستراتيجية الصدام عن بعد هو المفضل في المرحلة الحالية وإلى وقت قادم اللهم إلا قامت إسرائيل بعمل عسكري مفاجئ”.

اختلال التوازن
في السياق قال الخبير السياسي والإستراتيجي، أحمد عز الدين: الوضع الإقليمي حاليا يعاني اختلالا في توازن القوى، كما أنه لا يتحمل أعباء حرب جديدة، كما أن الأمريكيين والإسرائيليين يريدون حربا وفقا إستراتيجيتهم ووفق القواعد التي يضعوها وليس وفق الرؤية السعودية في المنطقة.

وشدد المحلل الإستراتيجي على أن “المنطقة عبارة عن حقل ألغام، قابل للاشتعال في أي وقت”، مضيفا هناك نقطة بين الحرب والتهدئة، وفى أي وقت من الممكن أن تشتعل الحرب، ومن الممكن أن تذهب إلى الهدوء والسلام، مؤكدًا أن إسرائيل وأمريكا، الآن تفضلان الضغط على مصر أكثر من الضغط على إيران، بسبب ثبات مواقفها من القضايا الإقليمية وعدم انجرافها إلى أتون هذا الصراع.

محاولات التأجيج والزج بمصر إلى أرض معركة ربما تكون إثيوبيا وجهتها، رصدها اللواء الدكتور طلعت موسى، أستاذ الإستراتيجية والأمن القومي بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، الذي شدد على وجود اتجاه لاستدراج مصر بالتلويح بالحل العسكري، بهدف تعقيد المسألة والإضرار بالقاهرة، بوضعها في موقف غير متزن أمام المجتمع الدولي، وتجنب التركيز على أولويات البلاد في حل القضية باستخدام الطرق السلمية التي تجنبها أي انتقادات، وتحقق المصالح المصرية على الوجه الأمثل.

وركز أستاذ الأمن القومي، على حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحسمه لطريقة التعامل المصرية مع المسألة عندما ألقى خطابا تاريخيا أمام مجلس النواب الإثيوبي في مارس 2015، حدد فيه بشكل واضح وصريح كيف ستتعامل البلاد مع أي تهديد لمياه النيل؟ عندما قال إن لإثيوبيا حق التنمية واستغلال مواردها، ولمصر أيضا حق المياه، وتجنب محاولات بث الشك والريبة التي تؤثر على شفافية التعامل بين البلدين على مستوى حل القضية، وحث الجانب الإثيوبي على وضع عدم المساس بالحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل.

اليمن والسيسي
قيادي يمني بحزب المؤتمر الذراع السياسية للرئيس الأسبق علي عبد الله صالح، حمل حديثه رؤية واضحة لما يحاك حاليا للمنطقة، موضحا أن ما دار الأسبوع الماضي في صنعاء بين قوات الجيش الموالية للرئيس السابق وميليشيات الحوثي، كان محاولة عن جراحة عاجلة للوضع بعدما استشعرت القيادات المؤتمرية اختيار اليمن كساحة حرب أولى لقوات التحالف العسكري الإسلامي الذي تشكل في الرياض، بمباركة دولية لملاحقة الحوثيين كجماعة إرهابية موالية لإيران على غرار النموذج الذي يعد ضد “حزب الله” اللبناني، وتتحول الدولة إلى أرض مستباحة للعمليات العسكرية.

السياسي اليمني نبه أيضا إلى أن بلاده لن تقبل بوضعها كفصل من فصول الحرب الإقليمية مع إيران، مطالبا بسماع صوت مصر التي رأى أنها ورئيسها عبد الفتاح السيسي تتعرض هي الأخرى لضغوط متصاعدة هذه الأيام بسبب مواقفها القومية البعيدة عن الروح الطائفية التي تغذيها عواصم عربية كبرى أخرى ارتضت أن تتحول إلى أداة لتنفيذ تعليمات واشنطن بالإقليم.

موقف رئيس مصر الثابت تجاه سوريا واليمن والعراق وليبيا وأخيرا لبنان، ورفضه جر المنطقة إلى هذه المعركة جعله- بحسب المصدر المتحدث- بمثابة حجر عثرة في طريق الحرب التي يريدها ترامب وأعوانه الآن، والتصعيد في سيناء والدخول على خط المصالحة الفلسطينية لعودتها إلى النقطة صفر، على ما يبدو أنها جاءت جميعها لرفضه أي عمل تحرك عسكري ضد إيران وحزب الله، وتمسك القاهرة بسيادتها على أراضيها التي تسعى أمريكا وإسرائيل لاستغلال الوضع الإقليمي الراهن لاقتناص جزء من تراب سيناء ضمن مخطط صفقة القرن التي يديرها ترامب، لتقديم المنطقة كاملة بدون شروط إلى إسرائيل.

"نقلا عن العدد الورقي.."
Advertisements
الجريدة الرسمية