رئيس التحرير
عصام كامل

الجبهة الشعبية للتحرير وفرص إحلال السلام في سوريا


منذ اندلاع الحرب في سوريا في العام 2011، حيث استولت قوات مختلفة لجماعات عديدة على أراضٍ كثيرة من سوريا، حتى ظهور تنظيم داعش في 2014 واتخاذه مدينة الرقة عاصمة له، ومقدرات هذا البلد التاريخي ضائعة ودماء شعبه تسيل، إلا أن انتصارات الجيش العربي السوري واستعادة جميع الأراضي السورية بشكل عام أرجعت فرصة خروج سوريا من دوامة هذه الحرب.


ولكن للأسف الأزمة السورية وجميع المشاركين فيها يمتلكون وجهات نظر مختلفة بشكل كبير، ولا يوجد إجماع سواء داخل الأطراف الداخلية ولا الدول التي ترعى هذه الأطراف، ووسائل الإعلام الدولية تلعب دورا كبيرا في هذه الأزمة، حيث مسألة التمويل والانتماء هي الحاكم في في وجهة نظر وسائل الإعلام، فمثلا نجد وسائل الإعلام الغربية وبعض الدول العربية تروج لحتمية تغيير نظام الأسد بقوة السلاح، أما وسائل الإعلام الروسية والإيرانية يؤيدون حلا تدريجيا للصراع من خلال الآليات القانونية المشروعة.

وكان إنشاء الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير في العام 2011 حدثا مهما في تاريخ هذا الصراع، حيث حاولت هذه الجبهة إحلال السلام على أساس الحوار بشكل واسع، حيث ترى هذه الجبهة ضرورة الحوار بين كل المجموعات العرقية والدينية والسياسية.. وتستطيع الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير توحيد القوى المعارضة التي رفضت إلقاء السلاح أو التي تشارك في العمليات العسكرية حتى الآن.

وتمتلك الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير مستويات ثلاثة في هيكلها التنظيمي:
المستوى الأول، وهو المستوى الأدنى، والذي يشمل مختلف الجمعيات الإقليمية والعشائر ومجموعات النخبة، وغيرها من الجهات الفاعلة المباشرة.. أما المستوى الثاني فيتمثل في مجالس التنسيق، التي تشارك في تطوير أرضية مشتركة، وتشكل جدول أعمال واحد.. وأخيرًا المستوى الثالث، وهو الأعلى، الذي يتخذ القرارات الرئيسية.

وفرص الجبهة الشعبية كبيرة في إحلال السلام في هذا البلد، فالجبهة ينتظر أن تضم مجموعات تشمل: الجيش السوري الحر، والمعارضة المسلحة "جيش الإسلام (تمثل جزءًا من الجيش السوري الحر)، والقبائل البدوية في سوريا، بالإضافة للعديد من الجماعات السياسية، الدينية والعرقية.. ودخول جماعات عديدة تحت راية حركة أو حزب واحد يعطي الأمل في الوصول إلى حل يشمل جميع الطوائف في سوريا وسن دستور جديد وإقامة انتخابات برلمانية ورئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة.

الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير يجب أن تعمل على ضم المزيد من الجماعات الأخرى في الداخل السوري لكي تكون هي أمل سوريا في الوصول إلى حل يرضى جميع الأطراف، ولكي تكون أمل الشعب السوري في الخلاص من هذه الحرب.
الجريدة الرسمية