رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مأساة طفل عرض كليته للبيع لعلاج جدته وبناء منزل في كفر الشيخ (فيديو)

فيتو

برغم سن محمد حامد السيد الذي لا يتجاوز 10 سنوات، إلا أنه شعر بمرارة حرمته متعة الطفولة، وهو في قريته شالما التابعة لمركز سيدى سالم بكفر الشيخ، دائم الهرب من أسرته ومن مدرسته، وذلك من أجل بيع "كليته" لبناء منزله المتهالك وعلاج جدته.


يروى "محمد" لـ"فيتو" سبب إقدامه على تلك الفكرة قائلًا: إن منزلى عبارة عن 3 غرف وحمام غير آدمي؛ فالجدران متشققة وعروق الخشب بالسقف تكاد أن تسقط علينا ونعاني حال هطول الأمطار، وجدتي مريضة قلب تحتاج أدوية وليس لنا سوى معاش لا يتعدى 800 جنيه تتحصل عليها أمى وبالكاد يسدوا رمقنا، وكلما ذهبت للمدرسة أو خرجت للشارع يعايروني زملائي بحالتي ومنهم من قال لي اذهب لتبيع كليتك وبثمنها ابنِ منزلكم وعالج جدتك.

واستكمل: "بالفعل ذهبت وأخبرت والدتى وجدتى عن تلك الفكرة فرفضتا بشدة وطلبوا منى عدم التفكير بهذا الأمر، إلا اننى لم اهتم لكلامهما فخرجت في أحد الأيام لتنفيذ هدفي دون أن أعلم وجهتي"، متسائلا: "ماذا أفعل فمنزلنا ساءت حالته، والدتى وجدتى يملكهما الحزن والمرض وأنا أشعر بالعجز ولا يوجد أمامي سوى الهرب؟".

وتضيف هانم أحمد عبد الخالق، جدة الطفل محمد: أعيش مع بنتى وأولادها، ولدى ابن آخر ولكنه يعاني تعبا نفسيًا، وحالنا صعب جدا فمياه الشتاء تسقط علينا ونحن نائمين، نصبح كأننا في بركة من المياه، ولا يوجد مصدر دخل لدينا سوى معاش قليل جدا تتقاضاه ابنتى بعد وفاة زوجها، وصحتى راحت من الخدمة في البيوت والأراضي وجالى المرض، وتقدمت لأحصل على معاش تكافل وكرامة رفض المسئولون بحجة أن عمري 58 عامًا ولم أكمل الستين، وعندما رأى حفيدى "محمد" ما نعانيه طفش وقرر يبيع كليته، وبحثنا عليه إلى أن عثرنا عليه في اليوم التالى ونهيناه كثيرًا عن هذا الأمر دون جدوى.

وأضاف الشيخ سامى مشعل، إمام بالقرية، أن حالة أسرة محمد صعبة للغاية فهم ليسوا من القرية ولكنهم جاءوا إليها منذ 13 عامًا وعاشوا فيها، تحت خط الفقر، وبداية معرفتي بحالتهم منذ نحو 15 يوما عندما لجأت لي والدة محمد لتطلب مني أن أبحث وأنادي في المساجد عن طفلها.

وواصل: بفضل الله تعالى بعد معاناة طويلة وجدنا فاعلي خير وافقوا على بناء منزل السيدة العجوز وابنتها والمساعدة أيضًا في العلاج، وأناشد أي شخص أعطاه الله تعالى من فضله ألا يتردد في مساعدة أي أسرة فقيرة، فنحن في عصر زاد فيه الفقر والفاقة والحاجة، والإسلام دين أساسه التكافل الاجتماعى.
Advertisements
الجريدة الرسمية