السيسي يزور قبرص لبحث التعاون المشترك غدا.. وفد إعلامي لتغطية القمة الثلاثية بمشاركة رئيس وزراء اليونان.. ونيكوس أناستاسيادس: أبحث مع السيسي قضايا الطاقة والاقتصاد والتعليم والثقافة
يزور الرئيس عبد الفتاح السيسي قبرص، غدا الإثنين لمدة يومين يعقد خلالها لقاء قمة مع الرئيس القبرصي ويتناولان قضايا التعاون الثنائي بين البلدين.
كما يلقي الرئيس خطابًا مهمًا أمام البرلمان القبرصي ويعقد عدة لقاءات مع كبار المسئولين ورئيس البرلمان.
القمة الثلاثية
وأنهت الدوائر الدبلوماسية بدول مصر وقبرص واليونان استعداداتها لعقد القمة الثلاثية المصرية اليونانية القبرصية في نيقوسيا بعد غد الثلاثاء بحضور الرئيس السيسي ونظيره القبرصي نيكوس أناستاسيادس ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس.
وتبحث القمة سبل دعم وتعميق العلاقات المتميزة بين الدول الثلاث، علاوة على تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين القاهرة وأثينا ونيقوسيا، حيث تعد القمة الخامسة التي ستعقد بين الدول الثلاث التي تجمع بينها برامج للتعاون في المجالات العسكرية والأمنية وتبادل المعلومات.
وتشهد القمة مواصلة التشاور حول سبل تعزيز آليات التعاون المشترك وأوضاع منطقة شرق المتوسط وسبل تحقيق الأمن والاستقرار في ظل الأزمات المتفاقمة التي يشهدها الإقليم.
التعاون الاقتصادي
كما تشهد القمة بحث تعزيز التعاون في المجالين الاقتصادي والتجاري ومكافحة الإرهاب وتعزيز آليات الحوار مع الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى التشاور وتبادل التقييم فيما بينهم حول مختلف القضايا والتحديات المرتبطة بمنطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط، بجانب إزالة أي معوقات بيروقراطية تعترض تنفيذ المشروعات المتفق عليها بين البلدان الثلاث، وبالأخص التعاون في مجال الطاقة والاستفادة من الاحتياطات الضخمة الموجودة في مصر وقبرص التي يمكن أن تسهم في تلبية الاحتياجات الأوروبية من الطاقة مستقبلا.
وتبحث أهمية التعاون في مجال السياحة والنقل وضرورة انعقاد اللجنة الثلاثية لوزراء السياحة والنقل على نحو منتظم لاستكشاف أطر جديدة للتعاون في هذا المجال.
وكان وزير خارجية قبرص يؤنس كاسوليدس، أعلن أن القمة الثلاثية المصرية اليونانية القبرصية المقبلة ستعقد غدا في نيقوسيا، مشيدا بمواقف القاهرة الداعمة لبلاده خاصة ما يتعلق بالقضية القبرصية، منوها بتصريحات مندوب مصر لدى الأمم المتحدة التي استندت لقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية وأشار الموقف المصري بوضوح إلى مسئولية الجانب التركي عن فشل مفاوضات جنيف بشأن تلك القضية.
وقال كاسوليدس: "إننا نعمل مع مصر في مجالات كثيرة من خلال عضويتنا في الاتحاد الأوروبي ونتفهم الموقف المصري ونقدم الدعم لمصر داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، كما نتفهم المواقف المصرية تجاه القضايا الإقليمية مثل الأوضاع في اليمن وسوريا وليبيا والقضية الفلسطينية".
مكافحة الإرهاب
وأكد كاسوليدس دعم بلاده الكامل وغير المشروط للحرب المصرية على الإرهاب والجماعات المتطرفة، لافتًا إلى أن قبرص تعمل من خلال الاتحاد الأوروبي على أن يكون هناك موقف أوروبي موحد داعمًا لمصر في محاربة الإرهاب لأن التعاون المصري الأوروبي ليس فقط حول حقوق الإنسان، خاصة أن الوضع صعب في المنطقة ومصر تقود معركة كبيرة نحو الاستقرار وتسعى لأن تكون في مصاف الدول الحديثة من خلال التقدم الاقتصادي، مشددًا على دعم بلاده لمصر في هذا الصدد.
وقال كاسوليدس إن هناك تعاونا مشتركا بين مصر وقبرص في مجال النقل، كما يوجد تعاون بين القطاع الخاص في البلدين وهناك شركة قبرصية مهتمة بالاستثمار في قناة السويس لتقديم الخدمات البحرية، وهي تعمل أيضًا مع شركات أوروبية في نفس المجال، كما تسهم قبرص في مشروعات الاستزراع السمكي في محور قناة السويس والإسكندرية.
وأضاف: "إن التفكير الآن يدور حول خطين لنقل الغاز الأول من قبرص من حقل أفروديت إلى مدينة إدكو على البحر المتوسط، حيث يهدف هذا الخط إلى تسييل الغاز المسال إلى دول العالم أمام الخط الثاني القادم من شمال مصر من حقول الغاز المصرية ويمر بقبرص ومنها إلى كيريت اليونانية ثم إلى اليونان وبعدها إلى إيطاليا ومنها إلى كل أوروبا.
وشدد كاسوليدس على اتفاق بلاده مع وجهة النظر المصرية لحل النزاع في سوريا منذ بدايته، وتلك التي تقوم على دعم اتفاق الصخيرات في ليبيا.
وأضاف المتحدث باسم حكومة قبرص نيكوس كريستودوليديس، أن الرئيس السيسي سيزور نيقوسيا غدا قبل يوم من القمة الثلاثية بين اليونان ومصر وقبرص.
ويشارك في تغطية زيارة الرئيس السيسي للعاصمة القبرصية نيقوسيا، غدا الإثنين، وفد إعلامي كبير، وغادر القاهرة صباح اليوم الأحد، الزميل محسن سميكة، مسئول ملف الرئاسة بجريدة المصري اليوم، والزميلة أمانى الخياط على الخطوط الجوية الأردنية.
كما يشارك في تغطية الزيارة الزملاء محسن سلامة نقيب الصحفيين، وياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، وعمرو الخياط رئيس تحرير أخبار اليوم، وعلاء ثابت رئيس تحرير الأهرام، وخالد ميري رئيس تحرير الأخبار، ونشأت الديهي رئيس تحرير الأهرام المسائي، ورؤساء تحرير الجمهورية والمساء وعدد كبير من محرري الرئاسة.
رئيس قبرص
ومن جانبه أكد رئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستاسيادس، أن زيارة الرئيس السيسي لقبرص هي الزيارة الرسمية الأولى لرئيس مصري إلى نيقوسيا.
وردًا على أسئلة الصحفيين على هامش مؤتمر بانسيبريان لرابطة ضباط الاحتياط في الجيش الذي عقد في نيقوسيا قال الرئيس، إنها المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس مصري بزيارة قبرص رسميًا على الرغم من العلاقات الوثيقة التي تشاطرها الدولتان منذ إنشاء جمهورية قبرص.
وذكرت وكالة الأنباء القبرصية أن الرئيس القبرصي أضاف أنهما سيركزان خلال اجتماعهما على مسائل الطاقة والاقتصاد والتعليم والثقافة.
قمة ثلاثية
وأشار الرئيس إلى أن رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس سيزور قبرص في اليوم التالي الثلاثاء، عندما يعقد الاجتماع الثلاثي بين الدول الثلاث، وقال إن هذا الاجتماع سيكون الخامس من نوعه وسيركز على القضايا التي تهم الدول الثلاث.
وأضاف أن نيقوسيا أقامت علاقات ممتازة ليس مع جيرانها فحسب إنما أيضا مع جميع دول المنطقة ودول الخليج العربي والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وردًا على سؤال حول الوضع في لبنان أعرب الرئيس عن أمله في أن يتم التغلب على الأزمة وأن يقوم رئيس الوزراء اللبناني وأسرته بزيارة باريس وقال: "آمل في أن يعود الاستقرار لهذا البلد".
اجتماعات منتظمة
من ناحية أخرى أدلى المتحدث باسم الحكومة نيكوس خريستودوليديس، ببيانات عن زيارة الرئيس المصري لقبرص ووصفها بأنها مهمة جدًا لأنها أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس مصري إلى قبرص.
وأضاف أن الهدف من الزيارة هو عقد اجتماعات منتظمة على مستويات وزارية حتى تتمكن الدولتان من مواجهة التحديات التي تواجههما.
وأشار إلى أن الزيارة مهمة نظرًا للتطورات في لبنان، ولفت إلى أن هناك مبادرات مشتركة في المستقبل لصالح لبنان وكافة دول المنطقة.
ومن جانبها أكدت سفيرة جمهورية مصر العربية لدى قبرص أن الزيارة التاريخية التي سيقوم بها الرئيس السيسي إلى قبرص سوف تعطي دفعًا جديدًا للعلاقات بين البلدين وزخمًا لمواصلة تعزيز التعاون في جميع المستويات.
التسوية القبرصية
وفي مقابلة أجرتها وكالة الأنباء القبرصية مع السفيرة مي طه خليل أكدت السفيرة مجددًا التزام القاهرة بالقانون الدولي سواء فيما يتعلق بالتسوية القبرصية أو فيما يتعلق بالتعاون في مجال الطاقة.
وشددت السفيرة في حديثها على أنه من خلال التعاون المكثف يمكن أن تكون مصر وقبرص "لاعبين مهمين جدًا في مجال الطاقة وتعملان كمركز إقليمي لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا وآسيا".
وقالت سفيرة مصر "إن الزيارة الثنائية القادمة ستكون زيارة تاريخية حيث إنها أول زيارة رسمية لرئيس مصري إلى قبرص منذ إقامة علاقاتنا الدبلوماسية".
القضايا الإقليمية
وذكرت السفيرة أنه من المتوقع أن تركز المحادثات الثنائية مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس غدا الإثنين، على آخر التطورات في القضية القبرصية والقضايا الإقليمية وسبل تكثيف التنسيق الثنائي.
وأضافت أنه من المتوقع أن يتبادل الزعيمان وجهات النظر حول التعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف وكذلك في تعزيز الأمن الإقليمي والاستقرار والازدهار على المدى الطويل.
واستطردت السفيرة أنه سيتم أيضًا مناقشة التعاون الاقتصادي وفرص الاستثمار بين البلدين، حيث سيشارك الرئيسان في "منتدى الأعمال القبرصي - المصري" الأول جنبا إلى جنب مع العديد من رجال الأعمال.
وقالت السفيرة المصرية إن الخبراء من الجانبين يعملون بجد في هذه الأيام لوضع اللمسات الأخيرة على العديد من اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات التي سيتم توقيعها خلال الزيارة، وأضافت أن ذلك سيضاف إلى العلاقات الممتازة القائمة بين قبرص ومصر.
رسالة السيسي
وردا على سؤال حول رسالة الرئيس السيسي إلى القادة المشاركين في هذه القمة، وقالت السفيرة إن الرئيس السيسي سيؤكد "التزام مصر بمواصلة تعزيز تعاوننا الثلاثي" وكذلك كيفية رعاية العلاقات مع قبرص واليونان، مستندًا بذلك إلى التقدم الكبير المحرز حتى الآن.
وتابعت السفيرة التي استلمت مصبها لدى قبرص مؤخرًا، أن التعاون الثلاثي هو آلية لزيادة تعزيز الحوار الرفيع المستوى القائم بين قادة البلدان الثلاث وضمان جو مستمر من التفاهم المتبادل.
وقالت إن "التنسيق والتعاون السياسي في مجالات التجارة والاقتصاد والثقافة والسياحة هي من بين أمور أخرى ضمن إطار جدول أعمال التنمية الذي يحقق المنفعة المتبادلة ويساعد على تحقيق الاستقرار والسلام في منطقتنا المتقلبة التي تواجه العديد من التهديدات وعلى رأسها الإرهاب".
التعاون الثلاثي
وأشارت السفيرة إلى أن التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان هو الآلية الثلاثية الأولى التي نشأت في المنطقة.
وردًا على سؤال حول موقف القاهرة من القضية القبرصية بعد المحاولة الأخيرة من أجل التوصل إلى تسوية في مؤتمر كرانس مونتانا في الصيف الماضي، أجابت السفيرة أن موقف مصر "كان وسيظل دائما ثابتا.
وأضافت أن "مصر تؤيد التوصل إلى تسوية شاملة ودائمة للقضية القبرصية التي ستوحد الجزيرة وفقًا للقانون الدولي بما في ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".
وقالت لدى مصر إيمان راسخ إن هذا النوع من التسوية، إلى جانب تنفيذ تدابير بناء الثقة بين الطائفتين "لن يكون فقط لمصلحة الشعب القبرصي ككل، بل سيسهم أيضًا بشكل كبير في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة".
الأمم المتحدة
وأضافت السفيرة أن مصر ملتزمة دائما بالتنسيق مع قبرص في كافة المنظمات الإقليمية والدولية خاصة في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي "بهدف تعزيز المطالب العادلة للشعب القبرصي بالتوصل إلى تسوية، من شأنها إعادة توحيد الجزيرة في دولة اتحادية، حيث تعيش كلتا الطائفتين معًا في سلام وتسامح".
وفيما يتعلق باكتشاف احتياطيات الهيدروكربونات في شرق المتوسط، قالت سفيرة مصر إن ذلك يجب أن يكون عاملًا محفزًا للتعاون الإقليمي في مجال الطاقة.
الروابط التاريخية
وأضافت أن مصر ترى أن هذا التعاون سيكون له تأثيره الأقوى من خلال التزام بلدان المنطقة بمبادئ راسخة للقانون الدولي"، مع التأكيد على الطابع العالمي لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
وفي حديثها مع وكالة الأنباء القبرصية أشارت السفيرة أخيرًا إلى "الروابط التاريخية والتقليدية القوية بين الدول الصديقة الثلاث".
وسيزور الرئيس السيسي قبرص للمرة الثانية، وكان قد قام بزيارته الأولى في أبريل 2015، عندما شارك في القمة الثلاثية الثانية مع زعيمي اليونان وقبرص.
ويستضيف الرئيس أناستاسياديس يوم الثلاثاء، القمة الثلاثية الخامسة بين قبرص ومصر واليونان في نيقوسيا.

