رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة: «الموظف الحرامي والمرتشي بيترقى بسرعة لأنه ذكي وبيفهم»

فيتو

في الأسبوع الماضي كنت أجدد بطاقتي المنتهية.. فشعرت بأن الموظفين بيستمتعوا بممارسة «الرزالة» على خلق الله.. إشي شخط وإشي زعيق وإهانة ما تعرفش ليه يا جدع ولا تتوقع هتجيلك من مين.

الموظف لازم يحسسك إنك عبء عليه وعلى البلد وعلى الدنيا بحالها قبل أن يقدم لك أي خدمة.. رغم أنه موجود في مكانه مخصوص علشان يؤدي أم الخدمة دي للمواطن.. ومع أن كل الموظفين مواطنون ونصف المواطنين موظفون إلا أننا بنحب ننغص عيشة بعض.

بعد أن أنهيت مهمتي قررت أن أنغص على أي موظف ألتقيه أمامي.. وبينما كنت في طريقي للبيت وإذا بتليفوني يعلن عن مكالمة من صديقي المستشار الدكتور «محمد جميل» رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة.. فقلت له: تصدق بالله أنا النهاردة ناوي أعكنن على أي موظف ييجي قصادي.. وسبحان الله ربنا يبعتلي كبير الموظفين في مصر!

قال: مالك بس يا عم أبو طقة مين اللي مزعلك؟!.. تعالى اشرب معايا فنجان قهوة في مكتبي ونتكلم.

بالفعل اتجهت إلى مكتبه دون تردد لأجد هناك معاملة مختلفة كلها احترام وأبهة حتى وصلت له وكان لي معه هذا الحوار:

قلت: دا أنا اتبهدلت النهاردة في تجديد البطاقة.
قال: طب أنت بتروح بنفسك ليه.. يا أخي كنت كلمتني أو كلمت أي حد من أصدقائك الكبار!
قلت: لا يا عم.. خدمة صغيرة زي دي ممكن تفقدني هيبتي بينكم.
قال: والله أدينا مشغولين اليومين دول في توعية المواطنين بقانون الخدمة المدنية علشان كل واحد يعرف اللي ليه واللي عليه.
قلت: يا عم روح اعمل توعية للموظفين بتوعك الأول.
قال: ما هو إحنا برضو بنعمل توعية للموظفين بالتوازي مع المواطنين.
قلت: طب سلملي على التوازي.. دي الرقابة الإدارية بهدلتكم وطلعت نص الموظفين مرتشين.
قال: ما هو دا مجتمع زي أي مجتمع يا عمنا.. فيه الصالح والطالح.
قلت: لكن قل لي يا معالي المستشار: هو ليه كل الموظفين الحرامية والمرتشين بيكونوا دائما من كبار الموظفين؟!
قال: علشان الموظف الحرامي والمرتشي لازم يكون ذكي وعنده سرعة بديهة، بالإضافة إلى الخبرة وإتقان السباحة مع التيار علشان كدا بيترقى بسرعة.. أنا هحكيلك حكاية وأنت هتفهم منها كل حاجة.
قلت احكي يا عمنا.. هي جات عليك يعني.

قال: كان فيه عملية سطو مسلح على أحد البنوك.. وعندما انتهى اللصوص من السرقة قال أحدهم لرفاقه دعونا نحصي كم من الأموال أخذنا.
وهنا قال له مدير الفرع: أنت حرامي وكمان غبي؟! الفلوس دي كتيرة وهتاخد منكم وقت طويل في عدها.. بالليل بقى هتعرفوا الرقم من نشرات الأخبار.. «ودا بقى اسمه الموظف الخبرة».
بعد أن غادر اللصوص البنك.. قال مدير البنك لمدير الفرع: اتصل بالشرطة بسرعة..
ولكن مدير الفرع قال له: إحنا ممكن ناخد 10 ملايين جنيه ونحتفظ بها لأنفسنا ونضيفها إلى الـ70 مليون اللي قمنا باختلاسها سابقا!!، «ودا بقى اسمه السباحة مع التيار.. يعني تحويل وضع سيء لصالحك».
وفي المساء ذكرت الصحف أن 100 مليون جنيه تمت سرقتها من البنك.. فقام اللصوص بعد النقود فوجدوا أن المبلغ هو 20 مليون جنيه فقط.
غضب اللصوص كثيرا وقالوا نحن خاطرنا بحياتنا من أجل 20 مليون ومدير البنك حصل على 80 مليون دون أن تتسخ ملابسه.. يبدو أنه من الأفضل أن تكون موظفا ذكيا بدلا من أن تكون لصا!
شوفت بقى يا عمنا كام صفة لازم تتوفر في الموظف الحرامي أو المرتشي؟!
قلت: شوفت يا معالي المستشار وسمعت وربنا يكون في عونكم وفي عون المواطن.
Advertisements
الجريدة الرسمية