بالصور.. النمل الأبيض يجبر سكان الوادي الجديد على هجر منازلهم

تسبب هجوم النمل الأبيض على قرى مركز باريس بالوادي الجديد في تهجير أهلها ونزوحهم عنها بعدما انهارت منازلهم وأصبحت خطر داهم يهدد حياتهم في الوقت الذي فشلت فيه كافة الجهود الحكومية لمحاولة القضاء على أسراب هذا النمل الجائر.

قريتا الجاجا والدخاخين التابعتين لمركز ومدينة باريس أحد أبرز القرى التي تضررت من هجوم النمل الأبيض والذي تسبب في هدم وانهيار العديد من المنازل التي كانت يوما ما عامرة بالسكان وكانت تدب فيها الحياة مما أثر سلبا على تنمية هذه القرى بشكل كبير.

محمد حسنى من قرية الجاجا، أكد إن القرية هجرها أهلها منذ فترة بعدما انتشر النمل الأبيض بشكل كبير ولم يتبقى حاليا سوى 7 منازل فقط تعيش بها الأسر التي ليس لها مأوى في مكان آخر ويعتمدون في مصدر رزقهم على ما تنتجه خيرات الأرض التي يزرعونها ويعيشون بجوارها، لافتا إلى أن باقي المواطنين اضطروا إلى ترك منازلهم وتبوير أراضيهم الزراعية والتوجه للسكن أما في المدن أو القرى الأخرى بسبب أسراب النمل الأبيض.

أما من تبقى منهم في القرية فإنها اضطر للعيش في حياة تشبه الحياة البدائية حيث قاموا بترميم منازلهم المشيدة من الطوب اللبن ودهان العروق الخشبية بالزيت المحروق والمبيد الحشري الذي لا تطاق رائحته وذلك لضمان عدم قيام النمل الأبيض بالقضاء عليها، فيما لجئوا إلى تغطية أسقف المنازل بالصاج والألواح الحديدية، كما قاموا أيضا بتغيير أبواب منازلهم من الخشب إلى الحديد.

ولفت حسنى إن 90 % من أهالي قريتي الجاجا والدخاخين من متوسطي الحال ولا يملكون بناء منازل جديدة بالطوب الأسمنتي والخرسانى مشيرا إلى أنهم يعتمدون فقط على المساكن التي بناها لهم آبائهم وأجدادهم ولم يستطيعوا تجديدها أو محاولة بنائها من جديد واكتفوا بالسكن فيها على وضعها الحالي.

أحمد حسن أحد المتضررين من النمل الأبيض، أكد إن هذا النوع من النمل هو أحد الحشرات الخطيرة التي تعيش في مجموعات كبيرة أو مستعمرات في باطن الأرض وهو منتشر بشكلٍ كبير ولونه أبيض ويتغذى بشكل أساسي على الأخشاب وانتشر بشكل كبير بسبب المخلفات الزراعية التي لم يتم التخلص منها منذ فترة كبيرة فضلا عن أنه نزح على قراهم قادما من قرى أخرى منتشر بها هذا النمل، وانتقل عن طريق الأخشاب التي يتم بيعها والتجارة فيها والأثاث المنزلي.

ولفت حسن إن أهالي القرى ناشدوا أكثر من مرة مديرية الزراعة لتوفير المبيدات وفرق المكافحة للقضاء على النمل الأبيض إلا أنه لم يستجب لهم أحد ؛ مشيرا إلى إن المتبقي من المواطنين داخلها يعيشون أوضاعًا سيئة بسبب ما يواجهونه يوميا، لافتا إلى إن أسراب النمل التهمت المنازل وحلوق الأبواب وحتى ملابسهم وانتشرت في كل مكان.
وناشد حسن محافظ الوادي الجديد ووزير الزراعة بمساعدتهم في القضاء على مكافحة النمل الأبيض وإعادة إعمار منازلهم مرة أخرى وذلك لضمان عدم تهجير باقي القرى، وتحفيز المواطنين للعودة إليها مرة أخرى.