«طفل بلا طفولة».. حكاية «عصام» أصغر بائع مناديل في قصر العيني
3 سنوات، هي كل عمر الطفل عصام زينهم، بائع المناديل بشارع قصر العيني بوسط القاهرة، تنجذب إليه بابتسامته التي تخطف قلب الناظرين إليه، بجلبابه القديم المتهالك، وبيد تمسك ببعض أكياس المناديل يتجول «عصام» بين الناس في الشوارع وعلى المقاهي، يمسك المناديل بقبضته ويبسط القبضة الأخرى منتظرًا أن يضع أحد يده في جيبه ليعطي له ما قسمه الله له.
هكذا تبدو حياة الطفل في الشوارع طيلة النهار ليجمع المال من هنا وهناك، لا يرى لسنه وطفولته عنوانا كباقي أقرانه الذين ينالون من متع وحظوظ الحياة باللهو واللعب، لكن «عصام» يختلف كثيرًا عن هؤلاء.
جاء مع والده الذي يعمل ماسح أحذية من محافظة سوهاج، منذ عامين، لم يكتف الوالد بعمله بل أرغم طفله على النزول إلى الشارع ليذوق مرارة العيش منذ نعومة أظافره وليساعد والده في جلب المال.
الأب الذي تجرد من معاني الأبوة والحنان، يصفع الطفل المسكين ويركله إذا ما أعلن عن رفضه أو أمتعاضه من فكرة النزول يتحامل على نفسه ليرضي والده يذهب معه حيث يجلس ليمسح أحذية للمارة، بينما هو يتجول في محيط المنطقة الجالس بها والده ويبدأ في مد يده وكثيرًا ما يسمع «الله يسهلك يا حبيبي».
لا يريد «عصام» أن يصبح شخصية مرموقة في المجتمع، كباقي الأطفال عندما يتم سؤالهم، ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟.. لكن الأمر مختلف بشكل كبير لـ«عصام» فكل أحلامه وكل ما يتمناه أن يستمر في بيع المناديل ومد يده حتى وإن كبر سنه، يريد أن يستمر على ما عوده عليه والده الذي جنى على صغيره.

