رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. صانع البامبو الأخير بالإسكندرية: «المهنة انقرضت»

فيتو

"صناعة البامبو من الصناعات اليدوية التي لها دلالة قاطعة على ذوق ومهارة وإبداع الفنان" بهذه الكلمات بدأ علاء محمد درويش حكايته مع صناعة البامبو منذ ٣٤عاما، الذي يتخذها حرفة له نظرا لتعدد الأشكال التي يبتكرها من غرف نوم وصالونات وباقات ورد إلى جانب الأشكال الفنية الأخرى.


وقال علاء: أعمل بهذه المهنة صغرى وورثتها عن جدى ووالدى، إلا أنها كانت لى هواية ثم اتقنتها مع حرص والدي على تعليمي إياها، علما بأن صناعة أثاث البامبو تتطلب دقة عالية وجهدا كبيرا، وهناك عدة أنواع من البامبو مثل المالكان والأكليس والفرنساوي وأمويل وتستخدم لعمل العديد من الأشكال مثل البامبو المجدول والبامبو المفرغ‏،‏ وقد يدخل في صناعة الكرسي الواحد أكثر من نوع وشكل من أخشاب البامبو‏،مما يتطلب دقة عالية من العامل.

وتابع: إن خشب البامبو يتم استيراده من أندونيسيا وسنغافورة‏، وبعض الدول الأخرى التي تهتم بهذه الصناعة، ويستخلص من نبات البامبو أو الخيزران الذي ينبت تلقائيا في المناطق الحارة والغابات الاستوائية‏، وتتطلب أخشابه عدة مراحل لاستخدامه في صناعة الأثاث مثل التعشيق والبرشمة والشق والقطع والتقشير والتجفيف على حرارة عالية وبخار‏.‏

ونوه علاء، بأن صناعة الأشكال المختلفة من البامبو تحتاج إلى وقت طويل، وخاصة صناعة الكراسى تستغرق من ٣ إلى ٥ أيام، وتبدأ مراحله الأولى في تقطيع الخامات ووضع علامات عليها وتترك في المياه حتى تلين، ويتم بعد ذلك عملية التعويج، وتجميع الكرسى على الشكل المطلوب وفى النهاية يتم وضع اللمسات الأخيرة قبل تسليمه للزبون.

واستكمل: أسعار جميع الخامات ارتفعت بشكل كبير منذ سنوات، وكنت أشتري بعض البضائع بمبلغ 30 ألف جنيه كانت تملأ المحل، أما الآن فنفس المبلغ يشترى 6 حزم، فسعر الواحدة وصل 4 آلاف جنيه، لم تكف لنا لتوفير خامات مناسبة للعمل، ووصل سعر الكرسى من 450 جنيها إلى أكثر من 2000 جنيه، والأباجورة 200 جنيه، وأشكال أخرى من صناعة البامبو تتراوح ما بين 100 جنيه إلى ٣٠٠ جنيه.

وواصل علاء: إن نبات البامبو أو الخيزران ينمو في بعض المناطق في مصر مثل القناطر وقليوب والشرقية‏،‏ ولكن نوعه لدينا سميك ويحتاج معالجة خاصة للاستخدام في صناعة، وهناك الكثير من الفنانين كانوا يحرصون قديما على زيارة محلى ومنهم الفنان عادل إمام والراحل محمود عبد العزيز ويوسف شعبان وغيرهم الذي كان يبدون إعجابهم بالصناعة، لتزيين فللهم.

وأكمل علاء، أن صناعة البامبو تختلف كثيرا خلال هذه المرحلة، بسبب ارتفاع أسعار الخامات والمنتجات للزبائن والتي أصابت حركة البيع والشراء بالشلل والركود إلا أن ننتظر بأيام كثير باحثا عن زبائن لشراء المعروض من المنتجات، وأصبحت المهنة في حالة انقراض كبير بسبب عدم الإقبال عليه من المواطنين، والتي اقتصرت فقط على الطبقات المعينة من رجال الأعمال أو بعض الوفود السياحية القليلة بالمنطقة للإعجاب بشراء الأشكال من صناعة البامبو.

وتمنى علاء، أن تشجع الحكومة الحالية الصناعات وتدعم الأيدي العاملة والشباب للنهوض بالبلاد والقضاء على البطالة، بجانب توفير جمعيات وشعبه بداخل الغرف التجارية للاهتمام بهذه الصناعات.
الجريدة الرسمية