رئيس التحرير
عصام كامل

«يا بحر الهوا».. صنارتي غمزت برزقك

فيتو

«يا عم يا صياد رميت شباكك فين».. على كلمات هذه الأغنية للراحلة الفنانة سعاد حسني يبدأ الصيادون يومهم في رحلة الصيد وما أحلاه في وقت الظهيرة، على كورنيش عروس البحر المتوسط، يبدأ الصياد رحلته مجهزًا أدواته البسيطة «صنارة وشنطة يضع بداخلها السمك وكرسي ليجلس عليه أثناء الصيد».


ساعات الانتظار التي يتنظرها الصياد من أجل إخراج الرزق، يمكن أن تكون للكثير من الناس ملل وزهق ولكن الوضع يختلف كثيرا بالنسبة له، فالساعات التي يقضيها الصياد تكون له بمثابة الهدوء والراحة في نظراته للأمواج التي تضرب الشاطئ، فالصبر شيمته حتى يرى صنارته تنقر في المياه ويبدأ في لمها ليخرج رزقه أيا كان نوعه فكلمة «الحمد لله» تغني عن أي شيء.

وفي زحمة الأمواج يجلس «أيمن مروان» 45 عاما، مهنة الأساسية ميكانيكي سيارات، بمكانه المعتاد فوق أحد الصخور العالية على الكورنيش بمنطقة ميامي، خبرة أيمن الطويلة في الصيد هي ما دفعته لاختيار هذا المكان، فالسمك يتجمع بهذا المكان ويكثر في محيطه، يعد عدته يضع كرسيه الصغير ويجهز صنارته وطُعمه استعدادا ليوم طويل من الصيد ويبدأ بدعائه «أحمدك يا رازق كله خير وعطا من ربنا».

حبه للصيد لمن يأت من فراغ ولكنه مارس المهنة من صغره عندما كان يخرج من والده في رحلة صيد، ومن وقتها وأصبحت هوايته المفضلة هي الصيد، ودايما عندما يذهب للصيد يردد جملة «الرزق على الله والبحر كله خير ورزق واسع»، ولكن في بعض الأوقات يكون البحر غاضبا بعلو أمواجه بشدة وتقلبات الطقس فلا يستطيع «أيمن» الصيد إلا بقليل من السمك، ولكنه يكون سعيدا لجلوسه على البحر في جميع أحواله.

يستعجب «أيمن» من صنارته التي لا تستهوي غير صيد «البلطي والبوري» في أغلب الأوقات خصوصًا عند جلوسه بمنطقة في سيدي بشر وميامي، لكن السعادة ترسم على وجه لرفعه لصنارته وبها رزق أيا كان نوعه.

ومن وجهة نظر «أيمن» أن الصيد متعة وخصوصا في الشتاء على الرغم من التقلبات الجوية وارتفاع الأمواج، ولكنه يرى أن البحر لن يخذله أبدا مهما كان الحال، ودايما يردد أثناء جلوسه «رزقي على الله واللي ربنا يكرمني بيه أنا راضي».

ويأتي «أشرف محمود» من أهالي بحري العاشقة للصيد سواء هواية أو مهنة لجلب الرزق، هو أيضا بصنارته ويجلس بمفرده يتأمل في المياه الزرقاء يبحث بعينه على ما بها من أسرار.

يمكث «أشرف» هو الآخر بالساعات أمام البحر راميا بصنارته لعلها تغمز بالخير، هكذا تعلم الصبر وراحة الأعصاب، كل ما يهمه خلال جلوسه الهدوء والفضفضة للبحر الكاتم للأسرار، ممارسته لهوايته المفضلة تنسيه كل ما حوله من هموم ومشكلات الدنيا، لا يهمه كم سمكة يصطادها.
الجريدة الرسمية