أنيس منصور يعترف: رئاستي لتحرير الصحف تجربة فاشلة
في مجلة اليمامة السعودية عام 1973 وفى حوار مع الكاتب الصحفى أنيس منصور حول بداية رحلته مع القراءة والكتابة والطفولة قال فيه:
منذ طفولتى وأنا كتاب مفتوح للجميع، اسمى أنيس محمد منصور، من مواليد عام 1924 بالمنصورة، تخرجت في قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة عين شمس مع مرتبة الشرف الأولى، وعملت معيدا بكلية الآداب حتى عام 1955.
استقلت من الجامعة حين صدر قانون نقابة الصحفيين وحرم العمل في الصحافة لغير المتفرغين ولكني كنت أعود إلى التدريس حين أفصل من العمل الصحفي.
ولدت في بيت مملوء بالكتب، في السابعة من عمرى ذهبت إلى كتاب قريتنا وحفظت فيه القرآن، وفى التاسعة التحقت بمدرسة أبو حمص الابتدائية.. وكان أن اتهمنى أحد المدرسين بنقل موضوع الإنشاء من كتاب، فحضر والدي وطلب منى تسميع جزء من القرآن وقراءة أشعار للمتنبى.
حينما قرأت أعجبت الناظر وأصبحت منذ ذلك اليوم أختلف عن أقرانى وزاد تعلقى بالكتاب والقراءة، أستثمر أوقات الفسح وأثناء حصص اللياقة البدنية في القراءة والمراجعة.
وفى الجامعة كنت نموذج للطالب المتفوق المجتهد ولذلك خلت حياة الجامعة من الراديو والصحف والسينما والمرأة فلا هم لى سوى الدراسة وشراء الكتب.
كانت بدايتي في العمل الصحفي في أخبار اليوم حينما انتقلت إليها مع كامل الشناوى، ثم تركتها وانتقلت إلى الأهرام عام 1950، ثم سافرت مع كامل الشناوى إلى أوروبا وقمت بإرسال أول موضوعات صحفية إلى أخبار اليوم عام 1952، وبدأت بعدها كتابة اليوميات،ثم توليت رئاسة تحرير مجلة الجيل وبعدها مجلتي هي وآخر ساعة، ثم رئيسا لمجلس إدارة دار المعارف ورئيس تحرير مجلة "أكتوبر".
اعتبر رئاستى لتحرير هذه الصحف والمجلات وعملى بها تجربة فاشلة لأننى خسرت كثيرا من وقتى وعمرى وأحمد الله أننى أصبحت قارئا وكاتبا فقط أغلق على نفسى باب مكتبى ولا أحد يقطع على خلوتى، وأذكر أننى حين ترأست تحرير مجلة الجيل كتب مصطفى أمين مقالا يقول فيه :عزيزى أنيس منصور.. إنك تجلس على أكبر خازوق في مصر" فالمركز الإداري يحمى الإنتاج الأدبي للكاتب إلى أن يصبح ماركة مسجلة.
وعن عاداته في الكتابة قال: تعودت أن أصحو في الرابعة صباحا وأبدأ الكتابة والبحث ثم أتوقف عند طلوع الشمس بحيث إنى لا أكتب نهارا على الإطلاق، ومن عادتى أيضا أثناء الكتابة أن أكون حافى القدمين ومرتديا البيجاما وبدون ذلك لا أستطيع أن أخط حرفا واحدا.
مؤلفاتى هم أبنائي، فكل كتاب قطعة منى، وقد تنوعت موضوعاتها بين الأدب والفلسفة والسياسة والكتب العلمية والتراجم، ومنها ما يمكن أن يطلق عليه سيرة ذاتية مثل "في صالون العقاد كانت لنا أيام" و"عاشوا في حياتى" و"نحن أولاد الغجر" و"شارع التنهدات" و"كل شيء نسبى".
وهناك كتب سياسية مثل "الحائط والدموع "، "السيدة الأولى"، "في السياسة"، "التاريخ أنياب وأظافر"، "في قلب إسرائيل".
كما كتبت عدة قصص منها (عزيزى فلان، يامن كنت حبيبى، قلوب صغيرة، هي وغيرها، بقايا كل شيء).
أما الكتب العلمية منها (الذين هبطوا من السماء، الذين عادوا إلى السماء، القوى الخفية، أرواح وأشباح، لعنة الفراعنة، دقات الصحة هي الثمن ).

