رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي رئيسا للوزراء


في الظروف الاستثنائية نحتاج شخصيات استثنائية، ولا أعتقد أنه توجد ظروف استثنائية أكثر من الظروف التي تمر بها مصر حاليًا، فالتحديات كبيرة والإمكانيات محدودة والسياحة متوقفة والمستثمر الأجنبي ما زال في علم الغيب، وهناك التزامات قروض لابد من الوفاء بها في مواعيدها، ونسبة البطالة في تزايد والتضخم مرتفع والأسعار تعانق السماء، كل هذه الأمور تحتاج شخصيات غير تقليدية في التعامل معها حتى نعبر الأزمة في أمان، لدينا رئيس غير تقليدي يتناسب مع المرحلة الراهنة يراهن على المستقبل، يقتسم أفكاره مع المواطن، يدعوه للمشاركة في العمل والحلم، لا يخذل المواطن في أي عمل يقوم به، يتجاوز الإنجاز الإمكانيات المحدودة، يفكر في الشباب والاستثمار ومواجهة البطالة وزيادة التصدير ومحاصرة التضخم وسداد الديون وتراجع الأسعار، دائمًا مشغول بالمواطن.


في المقابل لدينا رئيس وزراء تقليدي، روتيني يفضّل الجلوس في المكتب أكثر من أي شيء آخر، يحب أن يسمع أكثر مما يرى، لديه الأعذار جاهزة والحلول غير متوفرة والميزانية ضعيفة والأسعار لا يمكن السيطرة عليها دائمًا يكون رد فعله لما يحدث وليس الفعل، ويرفع شعار ليس في الإمكان أفضل مما كان، ينظر تحت قدميه، ومن المؤكد أن الوزراء من نفس الكتالوج لا يختلفون كثيرا عن رئيس الوزراء فالفتور يفرض نفسه على اجتماع الأربعاء من كل أسبوع الذي يعقد بمجلس الوزراء، والأعذار جاهزة والحلول غير مطروحة، فلماذا لا نتجاوز هذا الأداء الباهت بإشراف الرئيس عبدالفتاح السيسي على رئاسة الوزراء؟ ومتابعته ملف العمل داخل مجلس الوزراء في ظل هذه الظروف الاستثنائية، وقتها سيكون الأداء غير الأداء والنتيجة غير النتيجة وستختفي أعذار الوزراء وحجج المسئولين، يكفي أن يجتمع الرئيس معهم أسبوعيا يسأل كل وزير عن قرب ماذا قدم وأنجز وماذا سيقدم؟ هم يعرفون جيدًا أن السيسي لا يعرف الحلول الوسط، وقتها سنجد حلولا لأزماتنا التي سقطت من حسابات شريف إسماعيل شفاه الله وعفاه.
الجريدة الرسمية