رئيس التحرير
عصام كامل

مهرجان كأس العالم ٩٠ السينمائي!!


ذكرياتي مع كأس العالم ١٩٩٠ بإيطاليا كثيرة.. انهالت الدعوات على منتخب مصر للتكريم من الشركات والمؤسسات والهيئات المصرية.. تلقى الدكتور جمال الدين رئيس المجلس الأعلي للشباب والرياضة وقتها دعوات من دول عربية كثيرة لتكريم منتحب مصر.. من الكويت والعراق والسعودية وسلطنة عمان وغيرها من البلدان العربية!


المصريون في الخارج كانوا في غاية السرور والسعادة والفخر، لأن منتخب بلدهم مصر يشارك مع الكبار في كأس العالم بإيطاليا، كل المصريين الفقراء قبل الأغنياء، لو كانوا يقدرون لسافروا إلى باليرمو في صقلية، لتشجيع المنتخب الذي يحمل اسم مصر الغالية.
أستاذنا الراحل الكبير أنيس منصور كتب مقالا استجاب له فورا فهيم ريان رئيس شركة مصر للطيران.. طالب أنيس منصور بتخفيض رحلات طائرات شارتر لنقل الفنانين والمثقفين والإعلاميين والجماهير مباشرة من القاهرة إلى باليرمو عاصمة صقلية يوم كل مباراة.. وكانت أولى الرحلات يوم ١٢ يونيو ١٩٩٠، حيث لقاء مصر وهولندا، ثم تعود بهم الطائرات في نفس اليوم إلى القاهرة بعد المباراة.

دعا كل فئات الشعب المصري القادرين إلى المشاركة في هذه الاحتفالية، وخص بالذكر الفنانين والفنانات، وكانت الاستجابة فورية، حيث أعلن عدد كبير منهم السفر في أول رحلة طيران يوم ١٢ يونيو ١٩٩٠ لحضور مباراة مصر وهولندا.. سافر محمود ياسين وزوجته الفنانة عائشة حمدي «شهيرة» وسافرت يسرا، وليلى علوي، وليلى طاهر، ونادية الجندي، وإلهام شاهين، ومحمود عبدالعزيز، وفاروق الفيشاوي، وسمية الألفي، وسعيد صالح، وعادل إمام، وجلال الشرقاوي، وسميحة أيوب.

استجابت الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا، وقرر الدكتور جمال مختار رئيس الأكاديمية تنظيم رحلة بالعبارة عايدة ٣ لطلبة الأكاديمية، وسافروا قبل المباراة بيومين، ووصلوا صباح المباراة وجلسوا في المدرجات بالزي الأبيض الجميل، واحتلوا مدرجا كاملا وكان يوما بهيجا.. الكل سعيد.. الكل فرح.. كثير ممن سافروا إلى إيطاليا كانت أول مرة يخرجون فيها من مصر، لكنه حب مصر.. حب الوطن الذي دعاهم إلى السفر وراء المنتخب، ويا فرحتنا ونحن في المدرجات، لحظة أن سجل مجدي عبدالغني هدف التعادل لمصر من ضربة الجزاء، وصرخ محمود بكر وقال عدالة السماء هبطت على أرض باليرمو.
الجريدة الرسمية