رئيس التحرير
عصام كامل

أكتوبر ده ما كانش نصر!!


بهذه الكلمات بدأ الشاب الذي كان يجلس بجواري في إحدى عربات المترو، حيث راح يردد إن إسرائيل هي الفائز في حرب أكتوبر وأن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 338 والذي ينص على طلب وقف إطلاق النار، والدعوة إلى تنفيذ القرار رقم (242) بجميع أجزائه، ودعوة كافة أطراف القتال إلى وقف إطلاق النار بصورة كاملة، وإنهاء جميع الأعمال العسكرية، وبدء مفاوضات بين الأطراف المعنية تحت الإشراف الملائم بهدف إقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، ولولا ذلك لدخلت إسرائيل القاهرة عن طريق الثغرة التي تم خلالها تطويق الجيش الثالث الميداني، وأنهت الحرب لصالحها..


وراح يردد إن إسرائيل جاءتها معلومة من أحد عملائها المقربين يقصد أشرف مروان بحسب ما يشاع تفيد بأن هناك تحركات عسكرية للجيش المصرى على الجبهة المقابلة لقناة السويس، وتحركات أيضا للجيش السورى في جبهة الجولان، وأبلغهم بأنه من المحتمل أن تتعرض إسرائيل لهجوم شديد خلال ساعات، ويجب الاستعداد لذلك، وأن صور الأقمار الصناعية رصدت استعدادات غير عادية للجيش المصرى والسورى أيضا، وأنه في صباح السادس من أكتوبر، وقبل ساعات من اندلاع الحرب، كانت القوات الإسرائيلية بسيناء تستعد لأى سيناريو رغم وجود شكوك حول اندلاع حرب مع الجيش المصرى، وأنهم كانوا يعلمون بشأن الاستعدادات وكانوا على أتم الاستعداد لها، وأنها تفاجأت من ساعة التنفيذ إذ كانت تظن أن الجنود المصريين لن يعبروا في هذا التوقيت..

وقبل أن يكمل الحديث، انهالت عليه الدعوات بالسكوت، والبحث عن أمر آخر للحديث عنه إلا أن أحد الركاب قال له: نعم إسرائيل كسبت الحرب.. لكن ما النتيجة؟ هل رأيت جنديا إسرائيليا يدوس بأقدامه تراب هذا الوطن؟ هل رأيت العلم الإسرائيلي يرفرف على الضفة الغربية للقناة؟ هل تنازلت مصر عن حبة رمل ارتوت بدماء شهدائها الأبرار؟ هل مازالت تتحكم في المجرى الملاحي المصري؟ هل مازالت تعربد على رمال سيناء؟ وهل قبلت السلام معنا وهي المنتصرة ونحن المهزومون؟ هل تصالحت معنا انصياعا لقرارات الأمم المتحدة؟ هل ما زال جيشها هو الجيش الذي لا يقهر؟ هل الحرب لم تغير الخريطة العالمية؟ هل اعترف العالم كله بالنصر الإسرائيلي؟ هل قبلت إسرائيل معاهدة السلام لأنها منتصرة؟!.
الجريدة الرسمية