رئيس التحرير
عصام كامل

سماسرة «بين السرايات» يخترقون جامعة القاهرة.. تجنيد الطلاب لجلب زملائهم.. إغراءات وتخفيضات لبيع الملازم والكورسات.. وعروض «صاحب صاحبه» و«الشلة» أحدث التقاليع لجذب الزبائن

جامعة القاهرة
جامعة القاهرة

هل تحول التعليم داخل الجامعات إلى سلعة تباع وتشترى؟ وهل أصبحت إدارة الجامعة عاجزة عن مواجهة سماسرة بيع العلم والمتاجرين بأحلام الطلاب؟
 

ما يحدث داخل أروقة جامعة القاهرة وفي المنطقة المحيطة بها يؤكد أن الأمور لم تعد مجرد وجود سناتر تقدم دروسًا خصوصية لطلاب الجامعة بالمخالفة؛ بل تجاوز الأمر هذا حتى تحولت بعض الكليات داخل الجامعة إلى مراكز سمسرة من أجل ترويج بضائع سناتر الدروس الخصوصية ومراكز "بين السرايات" لبيع الملازم والتجارة في أحلام الطلاب بوعود كثيرة حول التفوق العلمي والدراسي.

مركز للسمسرة
وبدلًا من أن تكون الجامعة مركزًا للعلم والثقافة، تحولت في بعض الأحيان إلى مركز للمنافسة بين السماسرة للحصول على أكبر عدد من الطلاب، والغريب أن تلك الأمور تحدث على مرأى ومسمع من الجميع داخل الجامعة دون أن يحرك ذلك ساكنًا.

صاحب صاحبه
ومنذ انطلاق العام الدراسي الجاري وسماسرة "بين السرايات" مستمرون في تقديم الوعود للطلاب الجدد بضمان النجاح والحصول على تقدير واختصار المناهج، وكانت آخر التقاليع ما قدمه أحد المراكز التي تقدم دروسًا لطلاب كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وهو ما أطلق عليه عرض "صاحب صاحبه"، والعرض يقوم على فكرة ضمانة حصول الطالب على خصم 50% حال نجاحه في إقناع صديقه بالحصول على كورسات في المركز نفسه.

عرض الشلة
عرض آخر أكثر إغراء، وهو ما أطلق عليه عرض "الشلة"، ويسعى مروجو ذلك العرض إلى أن يقنع الطالب أصدقاءه للالتحاق بكورسات المركز، ليحصل هو على كورساته مجانا، بشرط أن يستقطب خمسة طلاب فأكثر، وتتخصص كل مكتبة من مكتبات بين السرايات في بيع ملازم وكتب كلية معينة، وتتراوح أسعار الملازم بين 12 إلى 35 جنيهًا.

تسويق
وتسوق تلك المكتبات بضاعتها بين الطلاب من خلال الترويج بأنها تضم عددا من الحاصلين على شهادات الماجستير والدكتوراه في التخصص نفسه، ويصل سعر المحاضرة الواحدة لـ35 جنيها وسعر الملزمة 15 جنيها، ومن بين تلك المكتبات برز أحد السناتر الذي يختص ببيع الملازم لطلاب كلية الآثار فقط، من خلال الحجز ووضع دعاية إلكترونية وملازم تشويقية.

مواقع التواصل
بعض السناتر لها صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وجروبات من أجل تجميع أكبر عدد من طلاب كل فرقة في الكليات المختلفة لإعلانهم بالخدمات التي يقدمها السنتر، وبعض هذه السناتر يجمع أرقام هواتف الطلاب من داخل الكليات للتواصل معهم عبر واتس آب وبرامج التواصل الأخرى لتقديم عروضه.

تجنيد الطلاب
أحد السناتر الشهيرة بمنطقة بين السرايات يقوم بتجنيد طلاب بداية من الفرقة الأولى ليستمروا معه خلال الأربع سنوات في جميع أقسام الكلية التي يستهدفها، وذلك للعمل بالسنتر وحضور كافة محاضرات الكلية وتسجيلها وكتابتها كاملة، ثم تسليمها داخل السنتر، ومن ثم يتم تفريغها في شكل ملازم للطلاب، وتطبع بأسماء الطلاب المسجلة أسمائهم داخل السنتر، ويحرم الطالب الذي يقوم بتصوير الملازم لغير المسجلين من استلام أي ملازم مرة أخرى أو التعامل مع السنتر بشكل أو بآخر.

استخدام التكنولوجيا
لم تعد تلك السناتر تعتمد على الطرق التقليدية في جذب الطلاب إليها؛ بل إنها استغلت الوسائل التكنولوجية الحديثة في الترويج لنفسها على نطاق واسع، من خلال إعداد بعض الملازم بصيغة pdf من أجل إرسالها للطلاب المتعاملين معها، وأيضا توفير وسيلة تواصل بين معلمي السنتر والطلاب أثناء فترة المراجعة وقبل الامتحانات عن طريق "فيس بوك" أو "واتس آب"، بالإضافة إلى أن بعض السناتر تقوم بالترويج لملازمها من خلال نشر أجزاء منها على صفحات التواصل الاجتماعي لتشويق الطلاب لحجز الملازم الورقية.

الجريدة الرسمية