رئيس التحرير
عصام كامل

هل تكرر إيران ما فعلته كوريا الشمالية؟


ما زال الحاكم الطاغية في كوريا الشمالية يهدد أعداءه بأن يحول عواصمهم إلى بحر من النيران وأن يقضي على الأخضر واليابس بها .. لم تكتف السلطات الكورية بذلك وأوصت أطقم السفارات الأجنبية بمغادرة أراضيها، لتدلل بذلك على قرب اندلاع حرب شاملة .


في غضون ذلك أوقف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الجهود الماراثونية التي كان يقوم بها بين إسرائيل والفلسطينيين، وأصبح اهتمامه منصبا على القيام بجولات أسيوية ولكنه لم يجد حلا حقيقيا لمشكلة كوريا الشمالية .

يبدو أن الأمريكيين غير منزعجين من احتمال قيام كوريا الشمالية بتنفيذ تهديداتها .. الواقع أن برنامجها النووي أكثر تقدما من البرنامج الإيراني، لكن المرجح هو أن تهديداتها جوفاء وليست جادة وتهدف إلى الحصول على تنازلات من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية .

تعلم كوريا الشمالية أن أي مغامرة نووية ستؤدي إلى رد فعل عنيف سيضع حدا لنظام كيم جونج أون.. لسنا بحاجة إلى خيال متفتح لاستبدال الأزمة النووية الحالية مع كوريا الشمالية بأزمة مستقبلية مع إيران.. استنادا إلى هذا السيناريو يمكن القول إن إيران عندما تصل إلى قدرة نووية وتكون لديها صواريخ باليستية متوسطة وطويلة المدى، سوف تبعث بتهديدات في اتجاه إسرائيل والولايات المتحدة .

وعلى غرار كوريا الشمالية ستوصي إيران السفارات الأجنبية بترحيل أطقمها من طهران.. لن تكون إيران الفأر الذي ارتدى ملابس الأسد، سيكون خطرها حقيقيا على إسرائيل والولايات المتحدة، وربما تعجبها مميزات توجيه الضربة الأولى لإسرائيل.. وإسرائيل ليست كوريا الجنوبية وسوف تتعامل بجدية مع التهديد الإيراني وكما ينبغي .

الأفكار التي طرحت مؤخرا لاستيعاب إيران النووية أو خلق توازن في الخوف معها، كما حدث في أيام الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، سوف تتلاشى في ليلة عندما ينفذ السيناريو الذي وصفته هنا.. في ذلك الوقت ستبدأ إسرائيل وأمريكا في التفكير في أمور لا تخطر ببال.
نقلا عن جريدة هاآرتس
الجريدة الرسمية