رئيس التحرير
عصام كامل

من يقف وراء عودة التبليغ والدعوة إلى المشهد في مصر؟.. «تقرير»

فيتو

في مفاجأة من العيار الثقيل، عادت جماعة التبليغ والدعوة إلى الظهور العلني وممارسة أنشطتها في الشارع المصري مرة أخرى، حسبما رصد تجمعات لهم محرر «فيتو» وخاصة أمام سينمات وسط البلد بالقاهرة، وهى المناطق التي لم تكن سابقا ضمن أهداف التبليغ والدعوة، فالجماعة التي تنتهج مبدأ السلمية الكاملة، معروف عنها ابتعادها الدائم عن الانتشار، أو حتى التواجد في مناطق، مجرد ظهور أعضائها فيها سيشكل عامل استفزاز لروادها.


تحرك أفراد الجماعة المفاجئ يمكن أن نفرد له سيناريوهات عدة، خاصة أن "التبليغ والدعوة" التي ظهرت في سبعينيات القرن الماضي، وكانت في الغالب «ترانزيت» للتيار الإسلامي، تجلب المئات من الشباب وتحول وجهتهم من القهاوي ونواصي الشوارع والأندية إلى صفوفها، ثم يختار كل منهم طريقه فيما بعد إلى مختلف صفوف الحركة الإسلامية في مصر.


عودة الجماعة مرة أخرى يشير إلى تحولات لها دلالات مثيرة في الواقع المصري، فالفراغ الذي أحدثه الانكماش الشديد للتيار الإسلامي بعد عزل جماعة الإخوان المصنفة إرهابية عن الحكم في مصر، يفتح الساحة على مصراعيها لمن يستطيع ملء هذا الفراغ ـــ وفق قواعد اللعبة ـــ التي تشكلت بعد ثورة 30 يونيو، المهم ألا يتجاوز خياله حدود الظروف السياسية الحالية.


وتشكل «التبليغ والدعوة» النواة الأولى والممر الآمن لانتقال الشباب تحديدا إلى ثوب التيار الإسلامي الواسع، ورغم سلمية أفكارها وعدم انتهاجها العنف، إلا أنها تبقي المعبر الأول الذي يشكل من خلاله وجدان المنتمي حديثا للإسلاميين، الذي يُبصر أولى الأفكار عن جاهلية المجتمع وابتعاده عن صحيح الدين عن طريقها، ومن هنا يتحول البعض إلى مسارات أخرى لتطبيق الإسلام وتشريعاته وأحكامه، وقد يكون ذلك بالسلاح إذا ما لزم الأمر، لإقامة خلافة إسلامية على منهاج النبوة، وهى الجائزة الكبرى التي تسعي إلى الفوز بها الجماعات الدينية كافة.

يري عوض الحطاب، القيادي بحركة تمرد الجماعة الإسلامية، أن التبليغ والدعوة أجهل أهل الأرض بالسياسة، وهي جماعة تبتعد كليًا عن مناطق إثارة القلق الأمني، وخاصة مناطق تقديم الخمور والمسارح والسينمات.

ورجح القيادي السابق بالجماعة الإسلامية في تصريح خاص لـ«فيتو» أن يكون خلف الظهور المفاجئ للتبليغ والدعوة اليوم «دسيسة» من الجماعات التكفيرية، واختراق جري للجماعة كما هو الحال مع كافة الفرق الإسلامية الأخري، لضرب التبيلغ والدعوة من الداخل وإحالتها إلى حظيرة القوى المنتمية للفكر المتطرف.
الجريدة الرسمية