رئيس التحرير
عصام كامل

نحترم أنفسنا ليحترمنا الآخرون


يبدوا أنا لدينا مشكلة في احترام الذات والوطن، وهذه المشكلة تسببت في الإساءة لصورتنا أمام الشعوب الأخرى، ومنها ما حدث في إحدى مباريات كرة القدم من تحطيم الكراسي والاعتداء على الحكم بعد الخسارة، ويبدو أننا لا بد أن نبحث كيف تتم الأنشطة الرياضية بهذا الشكل، فلم تعد هذه الأنشطة تدخل البهجة على نفوس الناس، فلا نجد الاستمتاع بمشاهدة جيدة بقدر انتشار المشاعر السلبية مرورا بالاعتداء وبالإهانات انتهاء بالتريقة والسخرية بين المشجعين والتباهي بذلك.. مما يعطى الانطباع غير اللائق عما وصلنا اليه.


لم تكن الرياضة أبدا بهذا الشكل فهناك معايير للتحكيم يرتضى بها الطرفين، انتهاء إلى الروح الرياضية التي تعطى لهذا العمل جمالا وهو الهدف من وجودها لإسعاد المشاهدين.

وإذا شاهدنا كيف تكون المباريات العالمية وكيف يحترمون الحكام ويحترمون بعضهم ويحترمون الأرض التي يمارسون عليها تلك المباريات يحترمون النظام والقانون، فلا أحد يرتضى أن تصل الأنشطة الرياضية إلى التطاول وعدم احترام البلد المضيف وعدم احترام الجمهور، لا بد إذًا من رادع يضمن أن يبقى للنشاط الرياضي قدسيته واحترامه في عيون العالم. صحيح أنه يوجد بعض التجاوزات ولكن يتم التصدى لها في إطار القانون وبكل حزم.

عندما نحترم أنفسنا سيحترمنا الآخرون، سنصنع صورة أحسن، وبذلك نرتقى، ولكن عندما نقوم بأعمال الفوضى إذا نحكم على أنفسنا أننا لا نعرف إلا الفوضى ولا نعلم إلا هذه اللغة، وإثر ذلك سيكون سيئا على الجميع إذ إن تنميط الجماعات هو إدراك إنساني يتم تعميمه على الجميع بدون تفرقة، وأن هذا التعميم لا يفصل بين صالح وغير صالح إنما يحكم الآخرون علينا جميعا بصفات مرفوضة ونحن في الأساس السبب نحن من صنعنا إدراكهم عنا.

وهذا سينطبق أيضا على المعاملات التي سنتلقاها في سفارات الدول التي نسافر إليها، سيتوقعون أننا سنفعل في بلدانهم ما نفعله مع أنفسنا في المنطقة العربية لتكون النتيجة أننا في دائرة احتمال الرفض، لأن صورتنا العامة مرسومة من قبل.
الجريدة الرسمية