«السواقي» قصيدة لـ«علي فرج»
دوران السواقي
عرى كل اللي جوايا
أخذني معاه وداسني
زي حبة قمح جوه الرحايا
صحى حاجات فكرتها ماتت
وكنت دافنها جوايا
فكرني باللي راح
وفكرني كمان باللي باقي
لما شفتها بتدور
عقلي دار زيها
العمر كله مر في ثواني
اللي بيظهر من مفيش
كأنه ميت واتكتبله يعيش
صورته توضح واحدة واحدة
وبشويش
أول ظهوره يدهشك
يفضل معاك فترته
ويرجع يروح ويبقى مفيش
كأنك واقف وبتشوف دنيتك
وهي بتدور حواليك
تفرجك كل ما فيها
لغاية ما تخلص فرحتك
وتدور عليك
وتشوف نهايتها بين إيديك
وتاخدك معاها وتلف بيك
وتحطك في سكة ناس
تفرجهم عليك
وهي ساقيه
ودي الرسالة
إني ما فيش حاجة باقية
وأنا ساعتها فاهمتها
كل حاجة فيها دوارة
لازم تلف بيها
وكمان معاها
وتشوف كل اللي جواها
اللي يفرحك
واللي يجرحك
ما هي دوارة
مش كلها مكسب
ولا كلها خسارة
فكرتني باللي راح
وسنين الشقا
اللي سمتها كفاح
ولحظات السعادة
وقهوتي اللي ياما كنت باشربها سادة
على اللي راح
وياما حاولت أوقفها ساعات
بس ساعات
على أجمل حاجات
حاجات غالية فرحت بيها
لكن يا خسارة
عمرها ما وقفت
تاخدها معاها وتخفيها
ما يبقى منها إلا الذكريات
كل حاجة ليها مدتها وتمشي
ما هي دوارة
ودي العبارة
فكرتني بالبداية
وازاي كنت صغير
ولعبي كمان في حجر أبويا
وأنا بحاول أمشي بأيديا
وفرحة أمي بيا
وخوفها عليا
وشقاوتي ومدرستي وكتبي
وأصحابي اللي راحو
حاجات مافضلش منها غير شهادتي
وفِي لحظه كل دا فارق وعدا
الساقية معندهاش حاجة غالية
خدت معاها طفولتي وأصحابي
وكتبي
حتى ضحكة أمي
ومعاها راح أبويا
روحت معاها لأيام الشباب
أيامها حلوة ماليها القلق
ومخلوطة بالعذاب
شوية وفرحتني
وبصراحة
زي ما أخدت أيام الطفولة
في الشباب عوضتني
بالفرح وبالعيال
وقبلهم بنت الحلال
حبة حبة وكل حاجة بتكبر
حتى شكلي بيكبر
كأني هبقى حد تاني
وحاجات كدا تانية بتظهر
كأني لما طلعت معاها فوق
وهي دايرة بيا
بتقولي فوق
أنت رايح للنهاية
أنت كنت زي قصة
وزي أي حكاية
زي ما شوفت البداية
حاتشوف كمان النهاية
ودي الحكاية
كل دا قالتهولي السواقي
تاخد معاها كل حاجة
وإنْ مفيش حد باقي
