رئيس التحرير
عصام كامل

صالح مرسي يكتب: فاتن الشوباشي.. ماتت وهى تلعن الكذب

فيتو

في مجلة صباح الخير عام 1968 كتب صالح مرسي مقالا يرثى فيه الفنانة فاتن الشوباشى قال فيه:

قالت لى فاتن الشوباشى الناس عاوزة من الناس أنهم يكذبوا عليهم علشان يقدروا يعيشوا، الناس بتلعن الكذب وهمه بيمضغوه ليل نهار.

عندما بلغنى خبر وفاة فاتن لم تدمع عيناى ولم أحزن، وكل ما حدث أنى غرقت في أعماق صمت رهيب وسؤال واحد في داخلى هل هذا معقول ؟

عرفتها منذ 18 عاما، كانت طفلة تملأ شاطئ بلطيم بالمرح والسعادة، وعرفتها بعد ذلك وبطول هذه السنين كانت صديقتي دائما.منذ كانت في السابعة عشر وهى تخوض معركة حامية ورهيبة ضد الكذب والنفاق والغش والخداع.ربما كانت البيئة التي نشأت فيها هي السبب، ربما كان والدها المثقف ومئات الكتب التي تربت وسطها مرصوصة بطول جدران البيت هي السبب.

إن أبشع ما يعانيه هذا الجيل أنه يبنى لنفسه تقاليد جديدة وأن ينخلع من عادات وتقاليد لم تصبح له.

التقيت بفاتن الشوباشى بعد سنوات من الفراق تقف صامدة تعانى وتتمزق، عاشت آلاما رهيبة، كانت تعانى إلى جانب المرض من الكذب والنفاق والرياء والغش، وطال بها الصراع سنوات ثم استطاعت في النهاية أن تنتصر وأن تعلن موقفها للجميع وأن تلعن الكذب وأعلنت أنها ستظهر في المسرح كممثلة.

لم أنس منظر الأب الحانى وهو يقف بجوار طفلته ولن أنسى حماسها وذلك البريق يشع من عينيها وهى تحدثنى لأول مرة عن الشاعر الفنان عبد الرحمن الخميسى.

كان الخميسى عملاقا هائلا ذا تجربة فريدة في الحياة بجوارها، خفت عليها من فنان فريد من نوعه، فنان من نوع عبد الرحمن الخميسى الذي عرك الحياة بطولها وعرضها وعمقها.. فنان هوايته الحياة، وكلما فكرت كلما خفت عليها.

لكن صديقتى فاتن لم تنتظر رأى أحد.. إنها تحب عبد الرحمن الخميسى وهى تعرف أن المجتمع كله سيقف ضدها لأنها تعلم أنه مجتمع غريب قد يبارك الكذب لكنه يحارب الصدق.

تزوجت فاتن من الخميسى، لكن فجأة سمعت الخبر.. لقد ماتت فاتن الشوباشى وهى ما زالت عروس في الثامنة والعشرين.
الجريدة الرسمية