رئيس التحرير
عصام كامل

زكريا الحجاوي يكتب: معمل البارود

زكريا الحجاوى
زكريا الحجاوى

في مجلة التحرير أغسطس عام 1952 كتب زكريا الحجاوي مقالا قال فيه:

يمد الإنسان بصره إلى جيلنا المعاصر فيرى وسط الصفوف رائدا عملاقًا، ويمتد البصر إلى الجيل السابق فيراه ثم إلى الجيل الأسبق فإذا به في مكانه، وإلى الجيل السابق الأسبق فإذا بلطفي السيد منارة لكل جيل.. يعطي هذه الثقافة، وذلك الجامعة وذلك الفكر وذلك المجمع اللغوي، والخامس منهاج بناء المجتمع الثقافي ينقل التراث اليوناني.
 

وتحاول أن تفصل عملا من هذه الأعمال عن الآخر فلا تستطيع لأنها كلها أعمدة الحضارة.
أتحب أن ترى دليلا على أن الثقافة هي معمل البارود السياسي؟ ذلك هو عندما جاء أحمد لطفي السيد وزيرا للخارج فقال كلمة واحدة إن المعاهدة قد أصبحت غير ذات موضوع.
لم يقل سوى هذه الكلمة البارودية الملتهبة محاربا للدبلوماسية الإنجليزية في تفجيرها لأطفالها، وظلت حية باقية حتى جاء الشعب ففجر الكلمة وخاض المعركة في القنال وأخذ حقوقه بيده ويد جيشه وبواسله. 
إذا دخلت بيت أستاذ الجيل تلقى تواضعا جما.. بيت ليس فيه إلا صورتان.. صورة لوالده والأخرى للشيخ محمد عبده.
دعا الملك السابق وفد الجامعة العربية في أنشاص.. وكان هو وزير الخارجية فلم يذهب للحضور ولم يعتذر.
وجاء رئيس الحكومة إسماعيل صدقي يعاتبه فما كان رده عليه سوى أن شخصا دعا بعض الناس إلى جماعة لا تفيد وفيها مضيعة للوقت والجهد اللذان أصبحا لا يقدر عليهما فوجب ألا يقيم لهم وزنا صيانة لكرامته وكرامة الحكم.
الجريدة الرسمية