رئيس التحرير
عصام كامل

بوتين يستخدم أردوغان لعرقلة طموحات أمريكا في سوريا.. استغل خلاف تركيا مع حلف الناتو وساعدها لضرب «القوات الديمقراطية» بعفرين.. وتأكد من رد الأكراد بانسحابهم من الرقة وفتح الطريق لـ«بشار

فيتو

تبدو هجمات تركيا على الأكراد قرب مدينة عفرين شمال سوريا انتصارًا تكتيكيًا، لكن بالنظر في تقارير الصحف الروسية يتبين أن الهدف الحقيقي يتمثل في محافظة الرقة السورية وليس الأكراد أنفسهم.


دعم روسي لتركيا
وفي الوقت الذي تُعلِّق فيه "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية آمالًا على الدعم الروسي، في مواجهة الزحف التركي بالتعاون مع "الجيش السوري الحر" المرتقب، لدخول مدينة عفرين شمال سوريا، تحت ما يسمى حاليًا بـ "معركة سيف الفرات"، التي تعد امتدادًا لـ"درع الفرات"، تناقلت صحيفتان، الأولى تركية مقربة من الحزب الحاكم، وأخرى روسية، أنباءً عن تقديم روسيا الدعم لتركيا في معركة مدينة عفرين، وذلك عبر أربعة محاور، ولمدة لا تتجاوز الشهرين، وعلى خلفية اللقاء الدفاعي في قصر "ترابيا" في إسطنبول منذ يومين، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الدفاع الروسي، سيرجي شويحو.


لعبة بوتين
ورأى موقع "ديفند ديموكراسي برس" اليوناني، في نسخته بالإنجليزية، أن روسيا قررت مساعدة أردوغان ضد الأكراد لتقويض طموحات الولايات المتحدة في سوريا، لافتًا إلى عدة تحركات تؤكد ذلك.


أول تلك التحركات هو انتقال الروس لعفرين منذ أشهر أثناء حصار محافظة حلب لمنع تركيا من توصيل الإمدادات للمعارضة السورية، وثانيها: سحب الروس قواتهم قبل الهجوم التركي قرب عفرين على مواقع "سوريا الديمقراطية".


وفي السياق ذاته، لفت الموقع إلى تجمع القوات التركية في المنطقة استعدادا للهجوم، وتهديد قوات سوريا الديمقراطية بسحب مشاركتها في عملية القضاء على داعش بالرقة.


خطط أمريكا
وأوضح أنه حتى لو لم تعلق قوات سوريا الديموقراطية رسميًا سحب قواتها من الرقة حال هجوم تركيا على شمال حلب، إلا أنه من الواضح أن هذا الهجوم هدفه إبطاء الخطط الأمريكية لاستعمار سوريا من شرق نهر الفرات. 


وشدد الموقع على أنه مع تصاعد القتال الأمريكي ضد جيش الرئيس السوري بشار الأسد على مدى الأسابيع القليلة الماضية، يكشف ضرب أردوغان للأكراد واستعداده لاستخدام أي نفوذ ضد حليفته في حلف الناتو التي تدعم عدوه الكردي.


التصعيد الموازي
وأطلق الموقع على الوضع الحالي في سوريا مصطلح "التصعيد الموازي"، فبدلًا من مواجهة أمريكا مباشرة وإعلان التوتر بينهما بشكل رسمي، قرر بوتين الضغط عسكريًا على الولايات المتحدة من جبهة مختلفة.


واستخدام بوتين للأتراك بتلك الطريقة يخدم أهدافه الإستراتيجية والتكتيكية، فالولايات المتحدة لا يمكنها الحفاظ على تركيا في حلف الناتو وترك الأكراد في نفس الوقت يقسمون سوريا حسب رغبتهم أثناء بنائها قواعد عسكرية على أرض السوريين لتهديد العراق، وإيران وروسيا.


كما أن قصف أردوغان مدينة عفرين يتسبب في تخلي الأكراد عن الرقة لدعم منطقة حزب العمال الكردستاني الذي يهدده الأكراد، وهذا يعني تأخير تقدم الولايات المتحدة في الرقة وإعطاء فرصة للجيش السوري لتعزيز حملاته إلى الجنوب قبل التحرك إلى الشرق.
الجريدة الرسمية