مصطفى شعبان.. فتى الجلباب الأول
يقف الفنان مصطفى شعبان وحيدا بعيدا عن كل أبناء جيله، لا يرى أحدا ولا أحد يراه، يتعامل وكأنه ملك الزمان، فريد العصر والأوان شهريار، الذي تطوف حوله النساء، فيقبلّن عليه، ويغسلن قدميه بماء الورد إذا أتى مزهوا بنفسه داخل جلبابه.

لفترة من الزمن كان مصطفى شعبان هذا الرجل، معشوق الفتيات؛ فوسامته لا شك فيها، وخفة ظله لا أحد ينكرها، لكنه أصر أن يحوّل نفسه إلى نكتة "بايخة"، ولقمة ثقيلة لا يهضمها الجمهور، بعد أن لبس شخصية المعلم الشعبي "الجان"، وأصر على الجلباب ليكون زيا موحدا في كل أعماله، ويصير فتى الجلباب الأول بالدراما المصرية.
أزمة مصطفى الحقيقية كما يراها الجمهور، هو شعوره بالضياع، وأنه لا يجد جدوى من تقديم عمل فني يضعه في المكانة المناسبة، فالبعض يعتقد أن ما يهمه هو تحصيل الملايين من الشركة المنتجة كل عام، وأنه لا يبذل جهدا في جلسات العمل مع المؤلفين والمخرجين، فالمؤلف المفضل له هو أحمد عبد الفتاح، لا يعمل ولا يجلس إلا معه، وهو ما قد يكون أزمته الحقيقية، لعدم وجود نافذة أخرى لدى مصطفى شعبان كي يطل منها على أفكار أخرى.
ولأن مصطفى شعبان لا يرى أحدا، فإن الحكايات تدور داخل الوسط الفني بأنه يتدخل في كل صغيرة وكبيرة، حتى في اختيار الممثلين والممثلات، ولا يقبل أن يكون معه على الأفيش الدعائي للمسلسل إلا هو، فلا أحد يشاركه في البطولة ولا أحد يحب النساء غيره.

وعلى الرغم من أن أحدا لا يستطيع التشكيك في موهبة مصطفى شعبان التمثيلية، إلا أنها وحدها لا تكفي، فالموهبة تحتاج إلى ذكاء، وهو ما ينقصه، لأن الموهبة إدارة، وإدارة الموهبة هي الذكاء، لكن مصطفى شعبان، لا يستخدم ذكاءه خلال الفترة الأخيرة، وعلى ما يبدو أنه وقع في عشق التوليفة الآمنة المكررة، ظنا منه أنها تحقق النجاح والاندهاش، إلا أنه لا يعلم أن نظراته الرومانسية وطريقة فتح وغلق شفتيه وحركات يديه وإمالة رأسه إلى الأمام، لم تعد مدهشة، وأن أداءه يتطلب تغييرا ضروريا، ليس من أجل مصلحته فقط، ولكن من أجلنا نحن أيضا.
