رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد الغرباوي يكتب: «حَيْاة بتِموت جوّه إنسان..!»

أحمد الغرباوى
أحمد الغرباوى


حَيْاة بتِموت جوّه إنسان..!

ليه.. يازمان..؟

لا زَىّ.. ولا ليه
ولا.. ولا كَمان
عَلشانْ..!

حَبّيتها امبَارح

ولبُكره عَايْشها
وبَعيشها دِلْوَقتى
الآنْ..!

ليه.. يا زمان..؟

الوَردة اللى
رَبطت ضِفيرتها
عَ الرمل رَمَتها
ودّسها.. دَسها
حَنانْ..
حِنيّة زَيْف
لابْسَة جَذمة
إنْسانْ..!

بَسّ الرّيحة
اللى سابقة
سِكّين دَبحى..!

وعَنْ روحى مخبّى
رَمل دَفنّى..!
مِ الجَنّة..
اشتراها قلبى
بُرهَان..
بُرهان عُمْرى
لـ (عِشْقِ رُوحى)
بَرْفانْ..!

ليه.. يا زمان..؟

ليه..؟
حَيْاة تِموت..
بِتْموت جوّه
إنْسانْ..!

شَايْل عِشْقه
وفِ أبْيض رُوحه
لفّه حُبّه
أكفانْ..!

لا عَارف يكون
تُرَبى لنفسه
ولا انْثال حُزْنه
يِمسح شاهد قبره
حُبّ..
حبّ يترقّب جنّة
رَحْمن..!

ليه..
ليه.. يا زمان..؟
يعود الغرباوى في عباءة صوفيّة مليئة بالشجن. يعتب على زمانه.. ويرمى واقع مشاعر وأحاسيس الحب وفيوض العشق( زيف حِنية.. لابسة جزمة إنسان..!)..
ويرسم للعاشق صورة (تُربى.. يفشل في دفن نفسه..!) (شايل عِشقه رمله)، وتخدره ريحة محبوبته التي ( تخبّى سكين دبحه )، رغم أن أريج برفانها قد رهن عمره من أجل أن يبتاع لها ثمنها..!

ما أشد قسوة خيال الشاعر.. رغم غياب حيثيات الفراق والهجر والفراق.. والبُعاد الذي عن عشق كبير يتم اغتياله..؟
إنه عاشق يترنّم في كفنه الذي هو (أبيض روحه) ينهال عليه ويغشاه حزنه شلالامندفعًا.. ورغم ذلك يفشل أن يمسح (شاهد قبره)..! الذي يسطر عليه آخر أمله في لقاء حبه في جنّى الرحمن..؟

مُنتهى الحزن.. ومُنتهى العُتب على الزمان.. وعدم التسليم بفرضيّة الأقدار.. ورضوخ القلب ولقضاء الربَ استسلام..!
انجراف في حِديّة الحُب؟
أم انحراف بصوفيّة الشجن..؟
قبول الواقع في موت الإنسان..؟
وأيضًا رفض الواقع في موت حَيْاة (جوا ) إنسان..؟
والحُبّ هو حًيٍاة العاشق كلها..!
ويأبى العشق أن يكون جزءا من كيان ووجود حياة الإنسان..!
فعاشق الغرباوى يحب بصدق( امبارح والنهاردة وبكره والآن).. يحيا محبوبته أبد..!
وبالتالى ليس في قمة انشغاله ولا في فراغات متطلبات يومه تشغلها عنه..!
فهى وهو ضلّ واحد جسدًا وروحا وقلبا وعقلًا..!
كلهما حياة أبد.. وأبد حياة..! ولكن للأسف
تشعر بمفردات القصيد العنيفة (دبح، جذمة، كفن..إلخ) بمدى قسوة عذابات العاشق، حتى رميه في حضن الصوفية لم ينقذه من نسيان حبه..! فينهار حلما به في (جنّة الرحمن)..؟
وكأنه يعتذر لها في حلمه بجمعه بها، بعدما انهال عليها لوما وتشويها نزفًا..!
منتهى الحب.. منتهى العِشق.. منتهى الألم وعذابات إحساس كبير لا نختلف على أنه خسارة ضياعه..
سواء ضاع من على الأرض؟ أم ضاع وتفرّق بين قلبين..؟
رومانسية كم هي قاتلة في رقتها..!
ومثالية عِشق مذبوح في واقع نزف..!
مع تقديرى للقصيدة الملساء وللعاشق المذبوح والشاعر المورق أحمر نزفًا..!

لا ياسيدتى.. الشخص الذي يحبك بصدق.. يحياكِ أبد.. وبالتالى ليس في حاجة للبحث عنك.. لا في قمة انشغاله ولا في وقت فراغه.. فهو وأنت ضل واحد جسدا وروحا وقلبا وعقلًا..! كلاهما حياة أبد.. وأبد حياة..!
الجريدة الرسمية