رئيس التحرير
عصام كامل

وفاة مصر


لن أطيل الشرح وأهدر الوقت والجهد فى الأسباب التى أدت إلى وصول مصر إلى غرفة الإنعاش وانتظار إعلان وفاتها.

فالأسباب يعلمها الجميع بداية من قضاء عجزُهُ فاضحٌ مهينٌ، وقوى معارضة ممسوخة مترهلة مفتقرة لأبسط آليات القيادة الثورية والسياسية، ومجرمين وقتلة يكرمون داخل سجونهم، وخونة وتجار دين يعتلون المناصب، وثوار يسكنون القبور وتدغدغ عظامهم برودة السجون؛ وتكتلات هزيلة مفروغة المضمون؛ ونخب سياسية عجزت منذ البداية عن حماية الثورة أثناء ولادتها؛ والالتحام مع جموع الشعب الثائر للوصول لأدنى حقوقه؛ وجيش ترك أبناءه يقتلون على مذبح الحقد والانتقام، والتفت لتفتيت القوى الثورية لضمان عودته مرة أخرى للجثم على صدور المصريين؛ وقضاء يستشعر الحرج رغم عدم استشعاره من قبل قبوله النطق بأحكام مسيسة بعيدا عن صحيح القانون؛ والاشتراك فى التزوير المفضوح فى النظامين السابق والحالى؛ ولم يستشعر هذا القضاء الحرج بالنطق بحبس "حسن مصطفى" لأجل احمرار خدود أحد رجاله.


إن ما يحدث يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن نجاح الثورة لا يكمن فى سلميتها بقدر ما هو إجماع شعبى واسع النطاق يسعى للوصول لتحقيق أدنى أهداف الثورة أيا كانت الوسيلة؛ والتجربة الإخوانية الحالية، رغم قصر مدة حكمها إلا أنها أثبتت أن العنف اللحظى أصبح مسارا إجباريا لإنجاح الثورة وإسقاط حكم مرشدهم وعودة حقوق الشهداء والقصاص من مجرمى النظام السابق والحالى وعلى رأسهم "محمد مرسى".

غير أن هذا العنف حتى وإن كان مسلحا؛ فلا بد أن يكون الغرض منه هو تفكيك ونزع أسلحة السلطة الحاكمة الطاغية؛ وتحقيق الأهداف الثورية فقط؛ حتى لا يكون النضال بداية لسقوط الجميع والوقوف بمصر على حافة الجحيم.

فإليكم أيها الرفاق عندما يفقد الوطن كرامته ويصير سلعة تباع بأرخص الأثمان فى أسواق النخاسة؛ عندما تكون الزنازين مأوى للشرفاء والقصور مسكن للمجرمين؛ فلا بديل عن النضال ولا صوت أجمل عندها من صوت البارود؛ فاعشقوا الموت وسيروا إليه فرحين؛ فدمائكم هى من ترسم مستقبل الوطن.

سيروا على الجمر والنار لتحقيق أمانيكم واعلموا أنكم لن تخسروا سوى قيود التبعية والإذلال، اصرخوا بأعلى صوتكم؛ ورتلوا آيات الحرية فى كل الميادين؛ واحذروا أن تفقدوا ثورتكم ووطنكم وإنسانيتكم.
إلى المناضل "حسن مصطفى" سجنك حرية.
الجريدة الرسمية