رئيس التحرير
عصام كامل

ياسر برهامي.. التكفيري الأمنجي «بروفايل»

ياسر برهامي
ياسر برهامي

يسير الرجل في شوارع الإسكندرية بلحيته وجلبابه القصير في تؤدة، لا تنزع عنه الهيبة وكبر المقام بين مريديه، يحيط به عدد من شباب الدعوة يمثلون دروعًا بشرية لمن يحاول التقرب من الشيخ أو التطاول عليه، يتسابقون فيما بينهم في إثبات الولاء لشيخهم ومعلمهم الأول.. الحديث عن ياسر برهامي.


العمل في الخفاء
قبل 7 سنوات كان «برهامي» يعمل دون أن يلحظه أحد، دون أن يقيمه أحد، فقط هو ومن خلفه مريدوه يلاحقونه أينما ذهب، ويطلبون مشورته ويدرسون على يديه الشريعة، حتى بدى تواجده ملحوظًا للجميع، فلا أحد لا يعرف "برهامي" ودعوته السلفية، التي تضم عددًا من كبار الشيوخ، وأصبح للرجل قيمة سياسية واجتماعية تتجاوز قيمته عند مريديه، وبات لخطواته حسابات معقدة أدركها هو جيدًا، وعرف كيف يتعامل معها دون أن يترك شيئًا خلفه يدينه.

الاتهامات
العديد من الاتهامات طالت ياسر برهامي، الرجل الأول في الدعوة السلفية في أعقاب ثورة 25 يناير، وزادت وتيرتها بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي وثورة 30 يونيو، بدى الرجل من كثرة الأقاويل والأحاديث عليه وعلى دعوته السلفية التي احتكرها ووصل الأمر إلى تلقيبه بـ"أخطر رجل في مصر"، وآخر وصفه بـ"الحاكم بأمر الله في الإسكندرية".

بدى أن الرجل يتم توصيفه تبعًا للجو العام، تارة يتم توصيفه بأنه تكفيري صاحب توجه متطرف، وهؤلاء هم بعض أصحاب التوجه المدني الرافضين لأي تواجد لكل من يطلق لحيته ويرتدي جلبابًا وينطق لسانه بالحلال والحرام دون ضابط أو رابط ويثار اسمه في كافة وسائل الإعلام عقب وقوع أي حادث إرهابي متسائلين لماذا لا يتم إلقاء القبض على برهامي الرجل الأخطبوط؟ 

وعلى الجانب الآخر، يتم وصفه بـ"الأمنجي" والطفل المدلل من الأجهزة الأمنية، خاصة جهاز الأمن الوطني، وهؤلاء هم جزء من تكوين التيار الديني الذي منعتهم ثورة 30 يونيو من التواجد في الحياة العامة، وضاق بهم نطاق العمل تحت راية الإسلاميين نظرًا للتضييق الذي تمارسه عليه الأجهزة الأمنية في سبيل ضبط العملية الأمنية ومواجهة الأفكار التكفيرية ولا يترك من التيار الديني – حسب منظورهم – سوى الشيوخ الذين يتعاملون مع الأمن ويتلقون الأوامر وينفذونها على أكمل وجه.

ما بين الميوعة والتشدد
برهامي الشيخ ذائع الصيت، الرجل يجيد فن إمساك العصا من المنتصف، هو لا يجنح للعنف بشكل مباشر ولا يغض الطرف عن إطلاق الفتاوى التي تتماشى مع توجه الجماعات ذات الطابع التكفيري.

جالست الرجل من قبل، وحضرني هنا ما أطرحه ليكون داعمًا لوقوف الرجل في المنتصف ما بين التشدد المنفر والميوعة، التي تجعله من رجال الأمن، وبطل القصة هنا يدعى "حسين" نجل ياسر برهامي، كان طالبًا في المرحلة الثانوية، كنت أجالس والده في منزله في سيدي بشر بالإسكندرية، وأثناء اللقاء طرق الباب ثلاث مرات فأذن له والده بالدخول، وتهامسا فيما بينهما عن إمكانية ذهابه للعب كرة القدم فكان جواب برهامي بالإيجاب شريطة أن يعود قبل منتصف الليل، وألا يأخذ السيارة معه، بدى الرجل من موقفه مع نجله متفاهمًا لروح الشباب فلا هو مانع ولا هو متهاون.

موقف آخر بطله علم الدين أحد تلاميذ "برهامي" والذي كان يشعر بخوف شديد لعدم إتمام حفظ الدرس الذي ألقاه برهامي في الجمعة السابقة، خوف الرجل كان من أن يطرح عليه برهامي كعادته مع تلاميذه عددًا من الأسئلة حول طبيعة الدرس الذي ألقاه، وموقفه من القضايا التي طرحها خلاله، هنا ظهر برهامي متحكمًا مسيطرًا على مريديه بالحديد والنار.

الأصل في الأمور أن الرجل يمتلك روح العصر ويتمسك بأصول الدين حسب مدرسته السلفية، فهو صديق للأمن وفي الوقت ذاته متحكمًا ومسيطرًا على مريديه يحركهم حسب رؤيته وفهمه لنصوص القرآن والسنة.
الجريدة الرسمية